لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 173 - الجزء 5

  وهذا بخلاف المرويّ في قوله: لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ ولا المصتانِ، قال: ولعله لا تحرم فحرَّفه الرواة.

  ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً: مَلأَه؛ عن كراع.

  ابن الأَعرابي: مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ فيها أَمْتاً؛ وأَنشد شمر:

  فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا ... ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا

  والمَزِيرُ: الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ؛ وقد مَزُرَ، بالضم، مَزَارَةً، وفلان أَمْزَرُ منه؛ قال العباس بن مِرْداسٍ:

  تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه ... وفي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ

  ويروى: أَسد مَزِيرُ، والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ؛ وأَنشد الأَخفش:

  إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ، خافي بَسَالَةَ الرجالِ ... وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُه

  ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ ... طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُه

  قال: يريد أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم، كما يقال فلان أَخبث الناس وأَفْسَقُه، وهي خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُه.

  وكل تَمْرٍ استحكم، فقد مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارَةً.

  والمَزِيرُ: الظَّرِيفُ؛ قاله الفراء؛ وأَنشد:

  فلا تذهبن عيناك في كل شرمح ... طوال، فإِن الأَقصرين أَمازره

  أَراد: أَمازر ما ذكرنا، وهم جمع الأَمزر.

  مسر: مَسَرَ الشيءَ يَمْسُرُه مَسْراً: استخرجه من ضيق، والمَسْرُ فعل الماسِرِ.

  ومَسَرَ الناسَ يَمْسُرُهُمْ مَسْراً: غَمزَ بهم.

  ويقال: هو يَمْسُرُ الناسَ أَي يُغْرِيهِمْ.

  ومَسَرْتُ به ومَحَلْتُ به أَي سَعَيْتُ به.

  والماسِرُ: الساعِي.

  مستفشر: من المعرّب: المُسْتَفْشارُ، وهو العسَل المعتَصَرُ بالأَيدي إِذا كان يسيراً، وإِن كان كثيراً فبالأَرجل؛ ومنه قول الحجاج في كتابه إِلى بعض عماله بفارس: أَن ابْعَثْ إِليّ بعَسَلٍ من عسَلِ خُلَّار، من النحْلِ الأَبْكار، من المُسْتفْشار، الذي لم تمسَّه نار.

  مشر: المَشْرَةُ: شِبه خُوصة تخرج في العِضاه وفي كثير من الشجر أَيام الخريف، لها ورقٌ وأَغصان رَخْصَة.

  ويقال: أَمْشَرَت العِضاه إِذا خرج لها ورق وأَغصان؛ وكذلك مَشَّرَتِ العضاه تمشيراً.

  وفي صفة مكة، شرفها الله: وأَمْشَرَ سَلَمُها أَي خرج ورَقُه واكتسى به.

  والمَشْرُ: شيءٌ كالخوص يخرج في السَّلَم والطَّلْحِ، واحدته مَشْرَةٌ.

  وفي حديث أَبي عبيد: فأَكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مَشْرٍ.

  والمَشْرَةُ من العُشْبِ: ما لم يَطُلْ؛ قال الطرماح بن حكيم يصف أُرْوِيَّةً:

  لها تَفَراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ، لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

  والتَّفَرات: ما تَساقَطَ من ورَقِ الشَّجَرِ.

  والمَشْرَةُ: ما يَمْتَشِرُه الراعي من ورق الشجر بِمِحْجَنِه؛ يقول: إِن هذه الأُرْوِيَّةَ ترعى من ورق لا يُمْتَشَرُ لها بالمحاجن، وقُطارُها أَن تَأْكُلَ هذه المَشْرَة التي تحت الشجر من غير تعب.

  وأَرْضٌ ماشِرَةٌ: وهي التي اهْتَزَّ نباتُها واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ من المطرِ، وقال بعضهم: أَرض ناشِرَةٌ بهذا المعنى؛ وقد مَشِرَ الشجرُ ومَشَّرَ وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ.

  وقيل: التَّمَشُّرُ أَن يُكْسَى الورقُ خُضْرةً.

  وتَمَشَّرَ الشجرُ إِذا أَصابه مطرٌ فخرجت