لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 77 - الجزء 6

  ولم يتوضأْ؛ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلَّاخُ.

  ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال:

  يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ ... كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ

  والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، وقد أَدْحَسَ.

  وبيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ.

  وفي حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي، ، وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَي مملوء.

  وكل شيء ملأْته، فقد دَحَسْتَه.

  قال ابن الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان.

  وفي حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وهو الامتلاء والزحام.

  وفي حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها، ويروى بالخاء، وهو بمعناه.

  والدَّاحِسُ: من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه؛ وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة:

  تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً ... ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ

  وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَه.

  وداحِسٌ: موضع.

  وداحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ، وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً، وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين ليلة، والمَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ⁣(⁣١)، وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة.

  كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة.

  دحمس: الدَّحْسَمُ والدَّحْمَسُ: العظيم مع سواد.

  ودَحْمَسَ الليلُ: أَظلم.

  وليلٌ دَحْمَسٌ: مظلم؛ قال:

  وادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ ... أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ

  الأَزهري: ليال دَحامِسُ مظلمة.

  وفي حديث حمزة ابن عمرو: في ليلة ظلماء دَحْمَسَةٍ أَي مظلمة شديدة الظلمة.

  أَبو الهيثم: يقال لليالي الثلاث التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ، ويقال: دَحامِسُ.

  والدُحْمُسان: الآدَمُ السمين، وقد يقلب فيقال دُحْسُمانٌ.

  وفي الحديث: كان يبايع الناسَ وفيهم رجل دُحْسُمانٌ أَي أَسود سمين.

  دخس: الدَّخَسُ: داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة، وهو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة، وقد دَخِسَ، فهو دَخِسٌ.

  وفرس دَخِسٌ: به عيبٌ.

  والدَّخِيسٌ: اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ.

  والدَّخِيسُ: باطن الكف.

  والدَّخِيسُ من الحافر: ما بين اللحم والعَصَب، وقيل: هو عظم الحَوْشَبِ، وهو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة.

  ابن شميل: الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له، والحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ.

  والدَّخْسُ والدَّخِيس: الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ.

  وامرأَة مُدْخِسَةٌ: سمينة كأَنها دَخْسٌ.

  وكل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ.

  قال: ودَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه؛ وأَنشد:

  مَقْذُوفَةٍ بِدَّخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها ... له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ


(١) وفي رواية أخرى: أَنَّ داحساً لقيس، والغبراء لحمل بن بدر.