لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 262 - الجزء 7

  والبَطِيطُ: العَجب والكَذِبُ؛ يقال: جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب؛ قال الشاعر:

  أَلَمّا تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيطاً ... من اللَّائينَ في الحِقَبِ الخَوالي

  ولا يقال منه فعَل؛ وأَنشد ابن بري:

  سَمَتْ للعِراقَيْنِ في سَوْمِها ... فَلاقَى العِراقانِ منها البَطِيطا

  وقال آخر:

  أَلم تَتَعَجَّبي وتَرَيْ بَطِيطاً ... من الحِقَبِ المُلَوَّنةِ العنُونا⁣(⁣١)

  ابن الأَعرابي: البُطُطُ الأَعاجيبُ، والبُطُطُ الأَجْواعُ، والبُطُطُ الكَذِبُ، والبُطُطُ الحَمْقَى.

  والبَطِيط: رأْس الخُفّ، عِراقِيّة، وقال كراع: البَطِيطُ عند العامة خُفٌّ مقطوع، قدَمٌ بغير ساقٍ؛ وقول الأَعرابية:

  إِنَّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط ... كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائِط⁣(⁣٢)

  قال ابن سيده: أَرى بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط، قال: وهذا البيت أَنشده ابن جني في الإِقْواء، ولو سكن فقال بطائط وتَنكَّب الإِقواء لكان أَحسن.

  ونهر بَطَّ: معروف؛ قال:

  لم أَرَ كاليَوْمِ، ولا مُذْ قَطِّ ... أَطْوَلَ من ليْلٍ بنَهْر بَطِّ

  أَبيت بين خلَّتي مُشْتطِّ ... من البَعُوضِ ومن التَّغَطِّي

  بعط: البَعْطُ والإِبْعاطُ: الغُلُوّ في الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح.

  وأَبْعَطَ الرجلُ في كلامه إِذا لم يُرْسِلْه على وجهه؛ قال رؤبة:

  وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ: ... أَعْرِضْ عن الناسِ ولا تَسَخَّطِ

  وأَبْعَطَ في السَّوْمِ: تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ؛ قال ابن بري شاهِدُه قولُ حسّان:

  ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، ولَوَ أنَّهم ... ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام

  وكذلك طمَح في السَّوْمِ وأَشَطَّ فيه، قال ابن الأَعرابي: وكذلك المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ.

  والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ: الذي يكون وحده.

  والإِبْعاطُ: أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما ليس في قوّته؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ ... إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ

  ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ.

  اسْتدى: افْتَعَل من السَّدْو.

  والإِبْعاطُ: الإِبْعادُ، قال: ومشى أَعرابي في صلح بين قوم فقال: لقد أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شديداً أَي أَبْعَدُوا ولم يَقْرُبوا من الصلح؛ وقال مجنون بني عامر:

  لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْني فيَجْحَدَني ... ولا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني

  وروى سلمة عن الفراء أَنه قال: يُبْدلون الدال طاء فيقولون: ما أَبْعَطَ طارَك، يريدون: ما أَبعد دارك، ويقولون: بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها وذَمَطَها


(١) قوله [الملونة العنونا] هكذا هو في الأَصل.

(٢) قوله [الغائط] هو بالأَصل هنا، وفيما سيأْتي في مادة حطط بالغين المعجمة، والذي في شرح القاموس هنا بالحاء المهملة.