لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 285 - الجزء 7

  أَي جَمُوحٌ.

  ويقال للرجل إِذا أَذن لعبده في إِيذاء قوم: قد خَرَطَ عليهم عبدَه، شبه بالدابة يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مهملًا.

  وناقة خَرَّاطةٌ وخَرَّاتةٌ: تَخْتَرِطُ فتذهب على وجهها.

  وخَرَطَ جارِيَتَه خَرْطاً إِذا نكَحها.

  وخَرَطَ البازِي إِذا أَرْسَلَه من سَيْرِه، قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ:

  يَزَعُ الجِيادَ بِقَوْنَسٍ، وكأَنّه ... بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُه مَخْرُوطُ

  وانْخِراطُ الصقْرِ: انْقِضاضُه.

  وخَرِطَ الرجلُ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ، قال شمر: لم أَسمع خَرِطَ إِلا ههنا، قال الأَزهري: وهو حرف صحيح، وأَنشد الأُموِيّ:

  يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا ... أَكْثَرَ مِنْه الأَكْل حَتَّى خَرِطَا

  وانْخَرَطَ الرَّجلُ في الأَمْر وتَخَرَّطَ: ركِب فيه رأسَه من غير عِلم ولا معرفة.

  وفي حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه: أَنه أَتاه قوم برجل فقالوا: إِن هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهون، فقال له عليّ، ¥: إِنَّكَ لَخَرُوطٌ، أَتَؤُمُّ قوماً وهم لك كارهون؟ قال أَبو عبيد: الخَرُوط الذي يَتَهَوّرُ في الأُمور ويركب رَأْسَه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأُمور، كالفرس الخَرُوط الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمْضِي لوَجْهه، ومنه قيل: انْخَرط علينا فلانٌ إِذا انْدَرأَ عليهم بالقول السَّيِّء والفعل.

  وانْخَرَط الفَرسُ في سيره أَي لَجَّ، قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً:

  فَظَلَّ يَرْقَدُّ مِن النَّشَاطِ ... كالبَرْبَرِيِّ لَجَّ في انْخِراطِ

  قال: شبَّهه بالفرس البَرْبَرِيِّ إِذا لجّ في سيرِه.

  ورَجل خَرُوط: يَنْخَرِطُ في الأُمور بالجَهْل.

  وانخرط علينا بالقَبيح والقَوْل السيِّءِ إِذا اندرأَ وأَقبل واسْتَخْرطَ الرَّجلُ في البُكاء: لَجَّ فيه واشْتَدَّ، والاسم الخُرَّيْطَى.

  والخارِطُ والمُنْخَرِطُ في العَدْوِ: السَّريع، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  نِعْمَ الأَلُوكُ أَلُوكُ اللحمِ تُرْسِلُه ... على خَوارِطَ، فيها الليلَ تَطْرِيبُ

  يعني بالخوارِط الحُمُرَ السَّريعةَ.

  واخْتَرَطَ السيفَ: سَلَّه من غِمْدِه.

  وفي حديث صلاة الخَوْفِ: فاخْتَرَطَ سيفَه أَي سَلَّه من غِمْدِه، وهو افْتَعل من الخَرْطِ، وخَرَطَ الفَحْلَ في الشَّوْل خَرْطاً: أَرْسَلَه، وخَرَطَ الإِبلَ في الرَّعْي خَرْطاً: أَرْسَلَها، وخَرَطَ الدَّلْوَ في البئر كذلك أَي أَلقاها وحَدَرها.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه رأَى في ثوبه جَنابةً فقال: خُرِطَ علينا الاحْتِلامُ أَي أُرْسِل علينا، من قولهم خَرَطَ دَلوَه في البئر أَي أَرْسَلَها.

  والخَرَطُ، بالتحريك، في اللبن: أَن تُصِيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أو داء أَو تَرْبُضَ الشاةُ أو تَبْرُك الناقةُ على نَدًى فيخرج اللبَنُ مُتَعَقّداً كقِطَعِ الأَوْتارِ ويخرج معه ماء أَصفر، وقال اللحياني: هو أَن يخرج مع اللبن شعْلةُ قَيْح، وقد أَخْرَطت الشاةُ والناقةُ، وهي مُخْرِطٌ، والجمع مَخارِيطُ، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِخْراطٌ، قال ابن سيده: هذا نص قول أَبي عبيد، قال: وعندي أَن مَخارِيطَ جمع مِخْراط لا جمع مُخْرِط، والخِرْطُ: اللبَنُ الذي يُصِيبه ذلك، قال الأَزهريّ: فإِذا احْمَرَّ لبنها ولم تُخْرِطْ فهي مُمْغِرٌ، وأَنشد ابن برِّي شاهداً