لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 378 - الجزء 7

  ههنا، فقد جاءَ قَسَطَ في معنى عدل، ففي العدل لغتان: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وفي الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغيرِ الأَلف، ومصدره القُسُوطُ.

  وفي حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ: أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه، والمارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ.

  وأَقْسطَ في حكمه: عدَلَ، فهو مُقْسِطٌ.

  وفي التنزيل العزيز: وأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّه يُحِبُّ المُقْسِطينَ.

  والقِسْط: الجَوْر.

  والقُسُوط: الجَوْرُ والعُدُول عن الحق؛ وأَنشد:

  يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ

  قال: هو من قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً: جارَ.

  وفي التنزيل العزيز: وأَمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّم حَطَباً؛ قال الفراء: هم الجائرون الكفَّار، قال: والمُقْسِطون العادلُون المسلمون.

  قال اللَّه تعالى: إِن اللَّه يُحب المقسطين.

  والإِقْساطُ: العَدل في القسْمة والحُكم؛ يقال: أَقْسَطْتُ بينهم وأَقسطت إِليهم.

  وقَسَّطَ الشيءَ: فرَّقَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُه ... وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطه،

  والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُه ... يأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُه

  ويقال: قَسَّطَ على عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها؛ وقال الطرمَّاح:

  كَفَّاه كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُها ... مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها

  والقِسْطُ: الكُوزُ عنه أَهل الأَمصار.

  والقِسْطُ: مِكْيالٌ، وهو نِصْف صاعٍ، والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ.

  المبرد: القِسْطُ أَربعمائة وأَحد وثمانون دِرهماً.

  وفي الحديث: إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَه السُّفَهاء إِلَّا صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج؛ القِسْطُ: نصف الصاع وأَصله من القِسْطِ النَّصِيبِ، وأَراد به ههنا الإِناء الذي تُوَضِّئُه فيه كأَنه أَراد إِلَّا التي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه في وُضُوئه وسِراجه.

  وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن؛ القِسْطانِ: نَصِيبانِ من زيت كان يرزُقُهما الناسَ.

  أَبو عمرو: القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ.

  والقَسَطُ: طُول الرِّجل وسَعَتُها.

  والقَسَطُ: يُبْسٌ يكون في الرِّجل والرأْس والرُّكْبةِ، وقيل: هو في الإِبل أَن يكون البعير يابس الرِّجلين خِلْقة، وقيل: هو الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء، وقيل: الأَقْسَطُ من الإِبل الذي في عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً، قال: وهو في الخيل قِصَرُ الفخذ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين، وفي الصحاح: وانْتصابٌ في رِجلي الدابة؛ قال ابن سيده: وذلك ضَعْف وهو من العُيوب التي تكون خلقة لأَنه يستحب فيهما الانْحناءُ والتوْتِيرُ، قَسِطَ قَسَطاً وهو أَقْسَطُ بَيِّنُ القَسَطِ.

  التهذيب: والرِّجل القَسْطاءُ في ساقها اعْوِجاجٌ حتى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ، قال: والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قال امرؤُ القَيْس يَصفُ الخيل: