لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 85 - الجزء 8

  عَرَّسْته، ووِسادُ رأْسي ساعِدٌ ... خاظي البَضيعِ، عُروقُه لم تَدْسَعِ

  والدَّسْع: الدَّفْع كالدَّسْر.

  يقال: دَسَعَه يَدْسَعُه دَسْعاً ودَسِيعةً.

  والدَّسِيعة: العَطِيَّةُ.

  يقال: فلان ضَخْمُ الدَّسِيعة، ومنه حديث قيس: ضَخْم الدَّسِيعةِ؛ الدَّسِيعةُ ههنا: مُجْتَمَعُ الكَتِفين، وقيل: هي العُنُق؛ قال الأَزهري: يقال ذلك للرجل الجَواد، وقيل: أَي كثير العَطِية، سميت دَسِيعة لدفع المُعْطي إِياها بمرة واحدة كما يدفع البعير جِرّته دَفْعة واحدة.

  والدَّسائعُ: الرغائب الواسعة.

  وفي الحديث أَن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم أَلم أَحْمِلْك على الخيل، أَلم أَجعَلْك تَرْبَعُ وتَدْسَعُ؟ تَرْبعُ: تأْخذ ربع الغنيمة وذلك فِعْل الرئيس، وتَدْسَعُ: تُعْطِي فَتُجْزِل، ومنه ضَخْم الدَّسيعةِ؛ وقال علي بن عبد الله بن عباس:

  وكِنْدةُ مَعْدِنٌ لِلمُلْك قِدْماً ... يَزينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعه

  ودَسع البحرُ بالعَنْبَر ودَسَر إِذا جمعه كالزَّبَد ثم يَقْذِفه إِلى ناحية فيؤخذ، وهو من أَجْود الطِّيب.

  وفي حديث كتابه بين قُريش والأَنصار: وإِن المؤمنين المتقين أَيديهم على مَن بَغى عليهم أَو ابْتَغى دَسِيعةَ ظُلْم أَي طلَب دَفْعاً على سبيل الظلم فأَضافه إِليه، وهي إِضافة بمعنى من؛ ويجوز أَن يراد بالدَّسِيعة العَطِيَّة أَي ابتغى منهم أَن يَدْفعوا إِليه عطية على وجه ظُلمهم أَي كونهم مَظْلومين، وأَضافها إِلى ظُلمه⁣(⁣١) لأَنه سبب دفعهم لها.

  وفي حديث ظَبْيان وذكر حِمْيَر.

  فقال: بَنوا المَصانِعَ واتَّخَذُوا الدَّسائع؛ يريد العطايا.

  وقيل: الدَّسائعُ الدَّساكرُ، وقيل: الجِفان والموائد، وفي حديث معاذ قال: مرَّ بي النبي، ، وأَنا أَسلخُ شاة فدَسَعَ يَده بين الجِلْد واللحمِ دَسْعَتَين أَي دَفَعها.

  دعع: دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه في جَفْوة، وقال ابن دريد: دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً.

  وفي التنزيل: فذلك الذي يَدُعُّ اليَتيم؛ أَي يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً، وفيه: يومَ يُدَعُّون إِلى نار جهنَّم دَعًّا؛ وبذلك فسره أَبو عبيدة فقال: يُدْفَعُون دَفْعاً عَنِيفاً.

  وفي الحديث: اللهم دُعَّها إِلى النار دَعًّا.

  وقال مجاهد: دَفْراً في أَقْفِيَتِهم.

  وفي حديث الشعبي: أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْرَهُون؛ الدَّعُّ: الطرد والدَّفْعُ.

  والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وهي ذات قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سوداء، والجمع دُعاع.

  والدَّعادِعُ: نبت يكون فيه ماء في الصيف تأْكله البقر؛ وأَنشد في صفة جمل:

  رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ ... ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما⁣(⁣٢)

  قال: ويجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ، وهذه الكلمة وجدتها في غير نسخة من التهذيب الدعادع، على هذه الصورة بدالين، ورأَيتها في غير نسخة من أمالي ابن بري على الصحاح الدُّعاع، بدال واحدة؛ ونسب هذا البيت إِلى حُميد بن ثور وأَنشده:

  ومن بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما

  وقال: واحدته دُعاعةٌ، وهو نَبْت معروف.

  قال


(١) قوله [إلى ظلمه] كذا في الأصل تبعاً للنهاية بهاء الضمير.

(٢) قوله [سقمان] فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم ياقوت. وقوله [أشمس] كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت، وقال في شرح القاموس: أشمس موضع وسديم فحل.