لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 260 - الجزء 8

  القبع، بالباءِ الموحدة، قال: وهو البُوقُ، فَعَرَضْتُه على الأَزهري فقال: هذا باطل.

  قتع: قَتَعَ يَقْتَعُ قُتُوعاً: انْقَمَعَ وذَلَّ.

  والقَتَعُ دُودٌ حُمْرٌ تأْكل الخشب؛ قال:

  غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلى، كأَنَّهُمُ ... خُشْبٌ تَقَصَّفَ في أَجْوافِها القَتَعُ

  الواحدة قَتَعةٌ، وقيل: القَتَعُ الأَرَضةُ، وقيل: الدُّودُ مطلقاً، ابن الأَعرابي: هي السُّرْفةُ والقَتَعَةُ والهِرْنِصانةُ والحُطَيِّطةُ والبُطَيِّطةُ واليَسْرُوعُ والعَوانةُ والطُّحْنةُ.

  وقاتَعه الله: قاتَله وقيل: هو على البدل وليس بشيء.

  ويقال: قاتَعه الله وكاتَعه إِذا قاتله، وهي المُقاتَعةُ.

  وفي حديث الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناس فذكِر له القُتْعُ فلم يعجبه ذلك، فسر في الحديث أَنه الشَّبُّورُ وهو البُوقُ، رويت هذه اللفظة بالباء والتاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون.

  قال ابن الأَثير: قال الخطابي القَتَع، بتاء بنقطتين من فوق، هو دود يكون في الخشب، الواحدة قَتَعةٌ، قال: ومدار هذا الحرف على هُشَيْمٍ، وكان كثيرَ اللحن والتحريف على جَلالةِ محله في الحديث.

  قثع: لم يترجم عليها أَحد في الأُصول الخمسة غير أَنّا ذكرناها لما ورد في حديث الأَذان: أَنه اهتمّ للصلاةِ كيف يجمع لها الناس فذكر له القُثْعُ فلم يعجبه، فسر في الحديث أَنه الشَّبُّور وهو البوق، وهذه اللفظة رويت بالباء والتاء والثاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الخطابي: سمعت أَبا عمر الزاهد يقول بالثاء المثلثة ولم أَسمعه من غيره، ويجوز أَن يكون من قَثَعَ في الأَرض قُثُوعاً إِذا ذهب فسمي به لذهاب الصوت منه، وقد ذكر كل لفظة من هذه الأَلفاظ المختلف فيها في بابه.

  قدع: القَدْعُ: الكَفُّ والمَنْعُ.

  قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عنه؛ ومنه حديث الحسن: اقْدَعُوا هذه النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ.

  وفي حديث الحَجَّاج: اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسَ فإنها أَسْأَلُ شيءٍ إِذا أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ، أَي كُفُّوها عما تَتَطَلَّعُ إِليه من الشهوات.

  وقَدَعْتُ فَرَسي أَقْدَعُه قَدْعاً: كَبَحْتُه وكَفَفْتُه.

  وهو فرس قَدُوعٌ: يحتاج إِلى القَدْع ليَكُفَّ بعض جريه.

  وفي حديث أَبي ذر: فذهبت أُقبل بين عينيه فَقَدَعَني بعض أَصحابه أَي كفني.

  قال ابن الأَثير: يقال قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه قَدْعاً وإِقْداعاً، ومنه حديث ابن عباس: فجعلت أَجِدُ بي قَدَعاً⁣(⁣١) من مَسْأَلَتِه أَي جُبْناً وانكِساراً، وفي رواية: أَجِدُني قَدِعْتُ عن مسأَلته.

  والقَدُوعُ: القادِعُ والمَقْدُوعُ جميعاً: ضد، فَعُولٌ بمعنى مفعول.

  والقَدُوعُ: الفَحْل الذي إِذا قرب من الناقةِ ليَقْعُوَ عليها قُدِعَ وضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره وحُمِلَ عليها غيره؛ قال الشماخ:

  إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه ... مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ

  وفلان لا يَقْدَعُ أَي لا يَرْتَدِعُ.

  وهذا فَحْلٌ لا يُقْدَعُ أَي لا يُضْرَبُ أَنفه وذلك إِذا كان كريماً.

  وفي حديث زواجِه خديجةَ: قال ورَقةُ بن نَوْفَلٍ: محمد يخطب خديجة، هو الفَحْلُ لا يُقْدَعُ أَنفُه؛ قال ابن الأَثير: يقال قَدَعْتُ الفحل وهو أَن يكون غير كريم فإِذا أَراد ركوب الناقة الكريمة ضُرِبَ أَنفه


(١) قوله [أجد بي قدعاً] القدع، محركة: الجبن والانكسار.