لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 95 - الجزء 9

  من الإِبل: الذي جاز البازِلَ؛ وفي المحكم: بعد البازِل وليس بعده سِنّ، ولكن يقال مُخْلِفُ عامٍ أَو عامين، وكذلك ما زاد، والأَنثى بالهاء، وقيل: الذكر والأُنثى فيه سواء؛ قال الجعدي:

  أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازِلٍ ... أَخْلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَلْ

  وكان أَبو زيد يقول: لا تكون الناقة بازلاً ولكن إذا أَتى عليها حول بعد البزُول فهي بَزُول إلى أَن تُنيِّبَ فتُدْعَى ناباً، وقيل: الإِخْلافُ آخِرُ الأَسنان من جميع الدوابّ.

  وفي حديث الدِّيةِ: كذا وكذا خَلِفةً؛ الخَلِفةُ، بفتح الخاء وكسر اللام: الحامل من النوق، وتجمع على خَلِفاتٍ وخلائِفَ، وقد خلِفَت إذا حَمَلَتْ، وأَخْلَفَتْ إذا حالَتْ.

  وفي الحديث: ثلاثُ آَياتٍ يَقْرؤهنَّ أَحدُكم خير له من ثلاثِ خَلِفاتٍ سِمانٍ عظامٍ.

  وفي حديث هدم الكعبة: لما هدموها ظهر فيها مِثْلُ خَلائفِ الإِبل، أَراد بها صُخوراً عِظاماً في أَساسها بقدْر النوق الحوامل.

  والخَلِيفُ من السِّهام: الحديدُ كالطَّرِيرِ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد لساعِدةَ بن جُؤيَّةَ⁣(⁣١):

  ولَحَفْته منها خَليفاً نَصْلُه ... حَدٌّ، كَحَدِّ الرُّمْحِ، لَيْسَ بِمِنزَعِ

  والخَلِيفُ: مَدْفَعُ الماء، وقيل: الوادي بين الجبَلين؛ قال:

  خَلِيف بَين قُنّة أَبْرَق

  والخَليفُ: فَرْج بين قُنَّتَيْنِ مُتدانٍ قليل العرض والطُّول.

  والخلِيفُ: تَدافُع⁣(⁣٢) الأَوْدية وإنما يَنتهي المَدْفَعُ إلى خَلِيفٍ ليُفْضِيَ إلى سَعَةٍ.

  والخلِيفُ: الطَّريقُ بين الجبلين؛ قال صخر الغي:

  فلما جَزَمْتُ بِها قِرْبَتي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقةً أَو خَلِيفَا

  جَزَمتُ: ملأْت، وأَطْرقة: جمع طَريق مثل رغيفٍ وأَرْغِفَةٍ، ومنه قولهم ذِيخُ الخَلِيفِ كما يقال ذِئبُ غَضاً؛ قال كثِّير:

  وذِفْرَى، ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف ... أَصابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعاثَا

  قال ابن بري: صواب إنشاده بِذِفْرَى، وقيل: هو الطريق في أَصل الجبل، وقيل: هو الطريق وراء الجبل، وقيل: وراء الوادي، وقيل: الخَلِيفُ الطريق في الجبل أَيّاً كان، وقيل: الطريق فقط، والجمع من كل ذلك خُلُفٌ؛ أَنشد ثعلب:

  في خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها

  والمَخْلَفَةُ: الطَّريقُ كالخَلِيفِ؛ قال أَبو ذؤيب:

  تُؤمِّلُ أَن تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بمَخْلَفَةٍ، إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ

  ويقال: عليك المَخْلَفة الوُسْطَى أَي الطريق الوسطى.

  وفي الحديث ذكْرُ خَلِيفةَ، بفتح الخاء وكسر اللام، قال ابن الأَثير: جبل بمكة يُشْرِفُ على أَجْيادٍ؛ وقول الهُذلي:


(١) قوله [جؤية] صوابه العجلان كما هو هكذا في الديوان، كتبه محمد مرتضى ا ه. من هامش الأصل بتصرف.

(٢) قوله [والخليف تدافع الخ] كذا بالأصل. وعبارة القاموس وشرحه: أو الخليف مدفع الماء بين الجبلين. وقيل: مدفعه بين الواديين وأنما ينتهي إلى آخر ما هنا، وتأمل العبارتين.