لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 146 - الجزء 9

  سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وهذا من سُخْفةِ عَقْلِك.

  والسَّخْفُ: ضَعْف العقل، وقالوا: ما أَسْخَفَه قال سيبويه: وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا بِخِلْقةٍ فيه، وإنما هو من نُقْصانِ العقل، وقد ذكر ذلك في باب الحُمْق.

  وساخَفْتُه: مثل حامَقْته، وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً: وهَى.

  وثَوْبٌ سَخِيفٌ: رقيق النسْج بَيِّنُ السَّخافةِ، والسَّخافة عامٌ في كل شيء نحو السَّحاب والسَّقاء إذا تَغَيَّرَ وبَليَ، والعُشْبِ السَّخيفِ، والرجلِ السخِيفِ.

  وسَحاب سَخيف: رقيق، وكلُّ ما رَقَّ، فقد سَخُفَ.

  ولا يكادون يستعملون السُّخْفَ إِلا في رِقة العقل خاصّة.

  وسَخْفة الجوعِ: رِقَّتُه وهُزالُه.

  وفي حديث إسلام أَبي ذر: أَنه لَبِثَ أَياماً فما وجد سَخْفةَ الجوع أَي رقته وهزاله.

  ويقال: به سخفة من جوع.

  أَبو عمرو: السخف، بالفتح، رِقَّةُ العيش، وبالضم رقة العقل، وقيل: هي الخفَّة التي تعتري الإِنسان إذا جاع من السخف، وهي الخفة في العقل وغيره.

  وأَرض مَسْخَفةٌ: قليلة الكلإِ، أُخِذ من الثوب السَّخِيفِ.

  وأَسْخَفَ الرجلُ: رَقَّ مالُه وقَلَّ؛ قال رؤبة:

  وإن تَشَكَّيْت من الإِسْخاف

  ونَصْل سَخِيفٌ: طويل عَريض؛ عن أَبي حنيفة.

  والسَّخْفُ: موضع.

  سدف: السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط:

  وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه

  وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال:

  ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً ... وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ

  والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير:

  يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها ... وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم

  والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج:

  أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا ... وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا

  أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة.

  قال: والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء.

  وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في قوله:

  وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا

  أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري: ومثله للخَطَفى جَدّ جرير:

  يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا ... أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا

  والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل.

  والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل: اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإِسْفار.

  وقال عمارة: السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة.

  قال الأَزهري: والصحيح ما قال عمارة.

  اللحياني: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ.