لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

حرف الكاف

صفحة 392 - الجزء 10

  الحق من صرفه الله.

  ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك: مخدوع عن رأْيه؛ الليث: الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة؛ وأَنشد:

  ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا؟

  ورجل مَأْفوك: لا يصيب خيراً.

  وأَفكه: بمعنى خدعة.

  أكك: الأَكَّةُ: الشديدة من شدائد الدهر.

  والأَكَّةُ: شدة الحرّ وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ الحر المُحْتَدِمُ الذي لا ريح فيه.

  ويقال: أَصابتنا أَكَّة؛ ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكَّاً وأْتَكَّ، وهو افتعل منه، وليلة أَكَّة كذلك.

  وحكى ثعلب: يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح؛ حكاها مع أَشياء إِتباعية، قال: فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره.

  وفي الموعب: ويوم عَكٌّ أَكّ حار ضَيق غام⁣(⁣١)، وعَكِيك أَكِيكٌ.

  والأَكَّة: فَوْرة شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح.

  التهذيب: يوم ذو أَكّ وذو أَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ، وكذلك في وُجوهه، ويقال: إِن في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً.

  وقال أَبو زيد: رماه الله بالأَكَّةِ أَي بالموت.

  وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّه يَؤُكُّه أَكَّاً: ردَّه والأَكَّة: الزحمة؛ قال:

  إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّه ... فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّه

  في الموعب: الشَّرِيبُ الذي يسقي إِبله مع إِبلك، يقول: فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه؛ قال:

  تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُه

  الأَكَّةُ: الضيقُ والزحمة.

  وأكَّه يَؤُكُّه أَكَّاً: زاحمه.

  وأْتَكَّ الوِرْدُ: ازدحم، معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة.

  وأْتَكَّ من ذلك الأَمر: عظم عليه وأَنِفَ منه.

  ألك: في ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج.

  الليث: الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ.

  ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه.

  والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأَنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد:

  وغُلامٌ أَرْسَلَتْه أُمُّه ... بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ

  قال الشاعر:

  أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً ... عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ

  قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ وقال فيها:

  يا ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ ... إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ

  قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله:

  أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ: ... أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟

  إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب.

  قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من


(١) قوله: غام؛ هكذا في الأَصل.