لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 552 - الجزء 1

  وقيل: هو تَضَوُّر الأَرْنب عند أَخذها، واستعاره بعضُ الشعراء للَّبَن، فقال أَنشده ثعلب:

  كأَنَّ ضَغِيبَ المَحْضِ في حَاويائِه ... مَعَ التَّمْرِ أَحْياناً، ضَغِيبُ الأَرانِبِ

  والضَّغِيبُ: صوتُ تَقَلْقُل الجُرْدانِ في قُنْبِ الفَرَسِ، وليس له فِعْلٌ.

  قال أَبو حنيفة: وأَرضٌ مُضْغَبَةٌ كثيرةُ الضَّغابِيس، وهي صِغار القِثَّاء.

  ورجل ضَغْبٌ⁣(⁣١)، وامرأَة ضَغْبةٌ إِذا اشْتهيا الضَّغابِيسَ، أُسْقِطَتِ السينُ منه لأَنها آخر حروف الاسم، كما قيل في تصغير فرَزْدَقٍ: فُرَيْزِدٌ.

  ومن كلام امرأَة من العرب: وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغابِيسَ فإِنّي ضَغِبةٌ.

  ولَيْسَتِ الضَّغِبة من لفظ الضُّغْبُوسِ، لأَن الضَّغِبَةَ ثُلاثِيٌّ، والضُّغْبوسُ رُباعيّ، فهو إِذَنْ من بابِ لأْآلٍ.

  ضنب: ضَنَبَ به الأَرضَ ضَنْباً: ضَرَبها بِه، وضَبَنَ به ضَبْناً: قبَضَ عليه؛ كلاهما عن كراع.

  ضهب: تَضْهِيبُ القَوْسِ والرُّمْح: عَرْضُهما على النار عند التَّثْقيف.

  وضَهَّبه بالنار: لَوَّحَه وغَيَّره.

  وضَهَّبَ اللحم: شَوَاه على حِجارةٍ مُحْماة، فهو مُضَهَّبٌ.

  وقيل: ضَهَّبَه شَواه ولم يُبالغ في نُضْجِه.

  أَبو عمرو: لحم مُضَهَّبٌ مَشْوِيٌّ على النار ولم يَنْضَجْ؛ قال امرؤ القيس:

  نَمُشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ

  أَبو عمرو: إِذا أَدْخَلْتَ اللحمَ النارَ، ولم تُبالغ في نُضْجِه، قلتَ: ضَهَّبْتُه فهو مُضَهَّبٌ.

  وقال الليث: اللحم المُضَهَّبُ الذي قد شُوِيَ على جَمْرٍ مُحْمًى.

  ابن الأَعرابي: الضَّهْباء القَوْسُ التي عَمِلَتْ فيها النارُ، والضَّبْحاءُ مِثْلُها.

  الأَزهري في ترجمة هضب وفي النوادر: هَضَبَ القومُ، وضَهَّبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبُوا: كلُّه الإِكثارُ والإِسْراعُ.

  والضَّيْهَبُ: كُلّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو موضع من الجَبَل، تَحْمَى عليه الشَّمسُ حتى يَنْشَوِيَ عليه اللحمُ؛ وأَنشد:

  وَغْر تَجيشُ قُدورُه بضَياهِبِ

  قال أَبو منصور: الذي أَراد الليثُ إِنما هو الصَّيْهَبُ، بالصاد، وكذلك هو في البيت: [تجيش قُدورُه بصَياهِب] جمعُ الصَّيْهب، وهو اليوم الشديد الحرّ؛ قاله أَبو عمرو.

  ضوب: الضَّوْبانُ والضُّوبان: الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِيّ الضَّخْمُ، واحدُه وجمعُه سواء؛ قال:

  فقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخْضَرَّ نابُه ... فَلا ناضِحِي وانٍ، ولا الغَرْبُ واشِلُ

  وفي رواية: ولا الغَرْبُ شَوَّلا؛ وقال الشاعر:

  عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ، أَوَّمَه ... رَوْضُ القِذافِ، رَبِيعاً، أَيَّ تَأْوِيمِ

  وذكره الأَزهري في ترجمة [ضبن] قال: من قال ضَوْبان، احتمل أَن تكون اللام لام الفعل، ويكون على مثال فَوْعال، ومن قال ضُوبانٌ، جعله من ضابَ يَضُوب؛ وقال أَبو عمرو: الضُّوبانُ


(١) قوله [ورجل ضغب الخ] ضبط في المحكم بكسر الغين المعجمة وفي القاموس بسكونها.