لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 557 - الجزء 1

  يكون على الماءِ، كأَنه نسج العنكبوت.

  والقِطعة منه: طُحْلُبة وطِحْلِبَة.

  وطَحْلَبَ الماءُ: علاه الطُّحْلُبُ.

  وعينٌ مُطَحْلَبَة، وماءٌ مُطَحْلَب: كثير الطُّحْلُب، عن ابن الأَعرابي.

  وحكى غيره: مُطَحْلَبٌ؛ وقول ذي الرمة:

  عَيْناً مُطَلْحَبَةَ الأَرجاءِ طاميةً ... فيها الضَّفادِعُ والحِيتانُ تَصْطَخِبُ

  يُرْوى بالوجْهين جميعاً.

  قال ابن سيده: وأَرى اللحياني قد حَكى الطُّلْحُب في الطُّحْلُب.

  وطَحْلَبت الأَرض: أَوَّلُ ما تَخْضَرُّ بالنَّبات؛ وطَحْلَبَ الغَديرُ، وعينٌ مُطَحْلَبَةُ الأَرجاءِ.

  والطَّحْلَبة: القَتْلُ.

  طخرب: جاءَ وما عليه طَخْرَبة أَي ليس عليه شيء.

  ويُروى بالحاء المهملة أَيضاً، وقد تقدم.

  وفي حديث سلمان: وليس على أَحد منهم طَخْرَبة، وطِخْرِبَة، وقد شرحناه في [طحرب] لأَنه يقال بالحاءِ والخاءِ.

  طرب: الطَّرَبُ: الفَرَح والحُزْنُ؛ عن ثعلب.

  وقيل: الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح أَو الحُزن والهمّ.

  وقيل: حلول الفَرَح وذهابُ الحُزن؛ قال النابغة الجعديّ في الهمّ:

  سَأَلَتْني أَمتي عن جارَتي ... وإِذا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ

  سَأَلَتْني عن أُناسٍ هَلَكوا ... شَرِبَ الدَّهْرُ عليهم وأَكلْ

  وأَراني طَرِباً، في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الوالِه أَو كالمُخْتَبَلْ

  والوالِه: الثاكِلُ.

  والمُخْتَبَلُ: الذي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ.

  وأَطْرَبَه هو، وتَطَرَّبه؛ قال الكميت:

  ولم تُلْهِني دارٌ ولا رَسْمُ مَنزِلٍ ... ولم يَتَطَرَّبني بَنانٌ مُخَضَّبُ

  وقال ثعلب: الطَّرَبُ عندي هو الحركة؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف ذلك.

  والطَّرَبُ: الشَّوقُ، والجمع، من ذلك، أَطْرابٌ؛ قال ذو الرمة:

  اسْتَحْدَثَ الرَّكْب، عن أَشياعِهِم، خَبَراً ... أَم راجَعَ القلبَ، من أَطرابه، طَرَبُ

  وقد طَرِبَ طَرَباً، فهو طَرِبٌ، من قوم طِرابٍ.

  وقولُ الهُذَليّ:

  حتى شَآها كَليلٌ؛ مَوْهِناً، عَمِلٌ ... بانَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ

  يقول: باتت هذه البَقَر العِطاشُ طِراباً لِمَا رَأَته من البَرْقِ، فَرَجَتْه من الماء.

  ورجل طَروبٌ ومِطْرابٌ ومِطرابةٌ، الأَخيرة عن اللحياني: كثيرُ الطَّرَبِ؛ قال: وهو نادرٌ.

  واسْتَطْرَب: طلب الطَّرب واللَّهْوَ.

  وطَرَّبه هو، وطَرَّب: تَغَنَّى؛ قال امرؤ القيس:

  يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، في كلِّ سُدْفَةٍ ... تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى المُطَرِّبِ

  ويقال: طَرَّب فلانٌ في غِنائِه تَطْريباً إِذا رَجَّع صوتَه وزيَّنَه؛ قال امرؤ القيس:

  كما طَرَّبَ الطَّائرُ المُسْتَحِرْ

  أَي رجَّع.

  والتَّطْريب في الصوت: مَدُّه وتَحْسينُه.

  وطَرَّبَ في قراءته: مَدَّ ورجَّع.

  وطَرَّبَ الطائِرُ في صوته،