لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 52 - الجزء 12

  الثَّيْتَلُ والأَيِّل يَبْغَم: صوَّت، وربما اسْتُعْمِل البُغامُ في البَقَرَة؛ قال لبيد يصف بقرةَ وَحْشٍ:

  خَنْساء ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ، فلم يَرِمْ ... عُرْضَ الشَّقائقِ طَرْفُها وبُغامُها⁣(⁣١)

  وتَبَغَّم في ذلك كله: كَبَغَم؛ قال كثيِّر عزَّة:

  إذا رُحِلَتْ منها قَلُوصٌ تَبَغَّمَتْ ... تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشْفِ تَبْغِي غَزالَها

  وبَغَمَ بَغْماً: كَنَغَمَ نَغْماً؛ عن كراع؛ قال ابن دُريد: وأَحسَبُهُم قد سَمَّوْا بَغُوماً.

  بغثم: بَغْثَمٌ: اسمٌ.

  بقم: البُقامةُ: الصُّوفةُ يُغْزَل لُبُّها ويَبْقَى سائرُها، وبُقامةُ النَّادِف: ما سقَط من الصُّوفِ لا يقْدر على غَزْلِه، وقيل: البُقامةُ ما يُطَيِّره النجَّادُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  إذا اغْتَزَلَتْ من بُقام الفَرِيرِ ... فَيا حُسْنَ شَمْلَتها شَمْلَتا

  ويا طِيبَ أَرْواحِها بالضُّحَى ... إذا الشَّمْلَتان لهَا ابتُلَّتَا

  قال ابن سيده: يجوز أَن يكون البُقامُ هنا جمع بُقامَة، وأَن يكون لغة في البُقامةِ، قال: ولا أَعرفها، وأَن يكون حذف الهاء للضرورة؛ وقوله شَمْلَتا كأَنَّ هذا يقول في الوَقْف شَمْلَت ثم أَجْراها في الوَصْل مُجْراها في الوَقْف.

  وما كان فُلان إلَّا بُقامَةً من قِلَّة عَقْلِه وضعفه شُبِّه بالبُقامة من الصُّوف.

  وقال اللحياني: يقال للرجل الضعيف: ما أَنت إلا بُقامةٌ، قال فلا أَدري أَعَنَى الضعيفَ في عَقْله أَمِ الضعِيفَ في جسمه.

  التهذيب: روى سلمة عن الفراء البُقامةُ ما تَطاير من قَوْس الندَّاف من الصُّوف.

  والبَقَّمُ: شَجر يُصْبغ به، دَخِيل معرَّب؛ قال الأَعشى:

  بكأسٍ وإبْرِيقٍ كأَنَّ شَرابَها ... إذا صُبَّ في المِسْحاة، خالَطَ بَقَّمَا

  الجوهري: البَقَّمُ صِبْغ معروف وهو العَنْدَمُ؛ قال العجاج:

  بِطَعْنَةٍ نَجْلاءَ فيها أَلَمُه ... يَجِيشُ ما بين تَراقِيه دَمُه،

  كمِرْجَل الصَّبَّاغ جاش بَقَّمُه⁣(⁣٢)

  قال الجوهري: قلتُ لأَبي عليٍّ الفَسَوِيّ أَعربيّ هو؟ فقال: معرَّب، قال: وليس في كلامهم اسم على فَعَّل إلَّا خمسة: خَضَّم بن عَمرو بن تميم وبالفعل سمِّي، وبَقَّم لهذا الصِّبْغ، وشَلَّم موضع الشام، وقيل هو بَيْت المَقْدِس وهُما أَعجميان، وبَذَّر اسم ماء من مياه العرَب، وعَثَّر موضع؛ قال: ويحتمل أَن يكونا سمِّيا بالفعْل، فثَبَت أَن فَعَّل ليس في أُصول أَسمائهم وإنما يختصُّ بالفِعْل فإذا سمَّيْت به رجلاً لم يَنصرف في المَعْرفة للتعريف ووزن الفِعْل، وانْصَرَف في النَّكِرة؛ وقال غيره: إِنما عَلِمْنا من بَقَّم أَنه دَخِيل معرَّب لأَنه ليس للعرب بناء على حُكْم فَعَّل، قال: فلو كانت بَقَّم عربيَّة لوُجِدَ لها نظير إلا ما يقال بَذَّر وخَضَّم، هم بَنو العَنْبر من عَمرو بن تميم، وحكي عن الفراء: كل فَعَّل لا


(١) قوله [طرفها وبغامها] في المحكم: أطوفها وبغامها. وفي المعلقة: طَوفها وبغامها.

(٢) قوله [بطعنة الخ] مثله في الصحاح، وقال الصاغاني: الرواية من بين تراقيه، وسقط بني قوله دمه وقوله كمرجل مشطور وهو: تغلي إذا جاوبها تكمله.