لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 198 - الجزء 12

  حَنظَلَة بن مالك بن زيد مَناةَ بن تميم، وكان يسمى بَحْراً، وذلك أَن أَباه لما أَتاه في حَمالَةٍ فقال له: يا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة، فجاءه يَحْمِلُها وهو يَدْرِمُ تحتها من ثقلها ويقارب الخَطْوَ، فقال أَبوه: قد جاءكم يُدارِمُ، فسمِّي دارِماً لذلك.

  والدَّرْماءُ: الأَرنب؛ وأَنشد ابن بري:

  تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها ... كأَنْ بَطْن حُبْلى ذات أَوْنَيْنِ مُتْئِم

  قال ابن بري: يصف رَوْضَةً كثيرة النبات تمشي بها الأَرنب ساحبةً قُصْبها حتى كأَن بطنها بَطْنُ حبلى، والأَوْنُ: الثِّقْلُ، والدَّرِمَةُ والدَّرَّامَةُ: من أَسماء الأَرنب والقَنفُذ.

  والدَّرَّامُ: القنفذ لدَرَمانه.

  والدرَمانُ: مِشْيَةُ الأَرنب والفأرِ والقَنْفُذِ وما أَشبهه، والفعل دَرَمَ يَدْرِمُ.

  والدَّرَّامُ: القبيح المِشْيَةِ والدَّرَامةِ.

  والدَّرَّامةُ من النساء: السيئة المشي القصيرةُ مع صغر؛ قال:

  من البِيضِ، لا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ ... تَبُذُّ نِساء الناس دلاً ومِيسَمَا

  والدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، وقيل: الدَّروم التي تجيء وتذهب بالليل.

  أَبو عمرو: الدَّرُومُ من النُّوق الحسنة المِشْية.

  ابن الأَعرابي: والدَّرِيمُ الغلام الفُرْهُدُ الناعم.

  ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إذا دَبَّت دَبيباً.

  والدَّرْماءُ: نبات سُهْليٌّ دسْتيّ، ليس بشجر ولا عُشْب، ينبت على هيئة الكَبدِ وهو من الحَمْض؛ قال أَبو حنيفة: لها ورق أَحمر، تقول العرب: كنا في دَرْماء كأنها النهار.

  وقال مُرة: الدَّرْماء ترتفع كأَنها حُمَةٌ، ولها نَوْرٌ أَحمر، ورقها أَخضر، وهي تشبه الحَلَمَة.

  وقد أَدْرَمَتِ الأَرض.

  والدَّارِمُ: شجر شبيه بالغَضَا، ولونه أَسود يَسْتاك به النساء فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تحميراً شديداً، وهر حِرِّيف، رواه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:

  إنما سَلّ فُؤادي ... دَرَمٌ بالشَّفَتين

  والدَّرِمُ: شجر تتخذ منه حبال ليست بالقَويَّةِ.

  ودارِمٌ: حيٌّ من بني تميم فيهم بيتها وشرفها، وقد قيل: إنه مشتق من الدَّرَمان الذي هو مقاربة الخطوِ في المشي، وقد تقدم.

  ودَرِمٌ، بكسر الراء: اسم رجل من بَني شَيْبانَ.

  وفي المثل: أَوْدَى دَرِم، وذلك أَنه قُتِلَ فلم يُدْرَكْ بثَأْره فصار مثلاً لِما يُدْرَكْ به؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:

  ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له ... كما قيل في الحرب: أَوْدى دَرِمْ

  أَي لم يَهْلِكْ مَن سعيت له؛ قال أَبو عمرو: هو دَرِمُ بن دبّ⁣(⁣١) بن ذُهْلِ بن شَيْبانَ؛ وقال المؤَرِّج: فُقِدَ كما فُقدَ القارِظ العَنَزِي فصار مثلاً لكل من فُقِدَ؛ قال ابن بري: وقال ابن حبيب كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ من النُّعْمانِ فطلبه فأخِذَ فمات في أَيديهم قبل أن يصلوا به، فقال قائلهم: أوْدَى دَرِمٌ، فصارت مثلاً.

  وعِزٌّ أَدْرَمُ إذا كان سميناً غير مهزول؛ قال رؤبة:

  يَهْوُونَ عن أَركانِ عِزّ أَدْرَما

  وبنو الأَدْرَمِ: حَيٌّ من قريش، وفي الصحاح: وبنو الأَدْرَمِ قبيلة.


(١) قوله [ابن دب] هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء، والذي في التهذيب: درب، براء بعد الدال وبتخفيف الباء.