لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 256 - الجزء 12

  سكن ولم يتحرك، وأكثر ما يستعمل في النفي.

  وفي الحديث: أَيّكم المتكلم بكذا وكذا؟ فأَرَمَّ القوم أَي سكتوا ولم يُجيبُوا؛ يقال: أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ، ويروى: فأَزَمَ، بالزاي وتخفيف الميم، وهو بمعناه لأَن الأَزْم الإِمساك عن الطعام والكلام؛ ومنه الحديث الآخر: فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا ورَهبُوا أَي سكتوا وخافوا.

  والرَّمْرامُ: حَشِيش الربيع؛ قال الراجز:

  في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها

  التهذيب: الرَّمْرامَةُ حشيشة معروفة في البادية، والرَّمْرامُ الكثير منه، قال: وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح، واحدته رَمْرامَة؛ وقال أَبو حنيفة: الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس، ترتفع ذراعاً، وورقها طويل، ولها عرض، وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء والمواشي تحْرِصُ عليها؛ وقال أَبو زياد: الرَّمْرامُ نبت أَغبر يأْخذه الناس يسقون منه من العقرب، وفي بعض النسخ: يشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

  هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها ... تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها؟

  والرُّمَّةُ والرُّمَةُ، بالثقيل والتخفيف: موضع.

  والرُّمَّةُ: قاعٌ عظيم بنجد تَصُبُّ فيه جماعة أَوْدِيَةٍ.

  أَبو زيد: يقال رماه الله بالمُرِمَّاتِ إذا رَماه بالدواهي؛ قال أَبو مالك: هي المُسْكتات.

  ومَرْمَرَ إذا غضب، ورَمْرَمَ إذا أَصلح شأْنه.

  والرُّمَّانُ: معروف فُعْلان في قول سيبويه قال: سألته⁣(⁣١) عن رُمَّان، فقال: لا أَصرفه وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف، وهو عند أَبي الحسن فُعَّال يحمله على ما يجيء في النبات كثيراً مثل القُلَّام والمُلَّاح والحُمَّاض، وقول أُم زَرْعٍ: فلقي امرأة معها ولَدان لها كالفَهْدَيْنِ يلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَيْنِ، فإنما تَعني أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظيم، فإذا اسْتَلْقَتْ على ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها من الأَرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرُّمَّانُ؛ قال ابن الأَثير: وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان، فكان أَحدهما يرمي برُمَّانته إلى أَخيه، ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خَصْرها، قال أَبو عبيد: وبعض الناس يذهب بالرُّمَّانتين إلى أنهم الثَّدْيان، وليس هذا بموضعه؛ الواحدة رُمَّانةٌ.

  والرُّمَّانة أَيضاً: التي فيها علف الفرس.

  ورُمَّانتان: موضع؛ قال الراعي:

  على الدار بالرُّمَّانَتَيْنِ تَعُوجُ ... صُدُورُ مَهَارَى، سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ

  ورَمِيم: من أسماء الصَّبا، وبه سميت المرأةُ؛ قال:

  رَمَتْني، وسِتْرُ الله بيني وبينها ... عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِيمُ

  أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس.

  وأَرْمام: موضع.

  ويَرَمْرَمُ: جبل، وربما قالوا يَلَمْلَمُ.

  وفي الحديث ذكر رُمّ، بضم الراء وتشديد الميم، وهي بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب.

  رنم: الرَّنِيمُ والتَّرْنِيمُ: تطريب الصوت.

  وفي الحديث: ما أَذِنَ الله لشيء أَذَنَه لنبيّ حسن التَّرَنُّمِ بالقرآن، وفي رواية: حسن الصوت يتَرَنَّمُ بالقرآن؛ التَّرنُّمُ: التطريب والتغَنِّي وتحسين الصوت بالتلاوة


(١) قوله [قال] أي سيبويه، وقوله [سألته] يعني الخليل، وقد صرح بذلك الجوهري في مادة ر م ن.