لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 370 - الجزء 12

  طمم: طَمَّ الماءُ يَطِمُّ طَمّاً وطُمُوماً: عَلا وغَمَر.

  وكلُّ ما كَثُرَ وعَلا حتى غَلَب فقد طَمَّ يطِمُّ.

  وطَمَّ الشيءَ يَطُمُّه طَمّاً: غَمَره.

  وفي حديث عمر، ¥: لا تُطَمُّ امْرأَةٌ أو صبيٌّ تَسْمَعُ كلامَكم أي لا تُراعُ ولا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها من الرَّفَثِ، وأَصله من طَمَّ الشيُ إذا عَظُمَ.

  وطَمَّ الماءُ إذا كَثُرَ، وهو طامٌّ.

  والطامَّةُ: الداهية تَغْلِب ما سِواها.

  وطَمَّ الإِناءَ طَمّاً: مَلأَه حتى عَلا الكيلُ أصبارَه.

  وجاء السيلُ فطَمَّ رَكيّة آل فلان إذا دفَنها وسوّاها؛ وأنشد ابن بري للراجز:

  فصَبَّحَتْ، والطيرُ لم تَكَلَّمِ ... خابِيةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ

  ويقال للشيء الذي يَكثُر حتى يَعْلو: قد طَمَّ وهو يَطِمُّ طَمّاً.

  وجاء السيلُ فطَمَّ كلَّ شيء أي علاه، ومن ثمَّ قيل: فوق كلِّ شيء طامَّةٌ، ومنه سُمِّيت القيامة طامّة.

  وقال الفراء في قوله ø: فإذا جاءت الطامّةُ؛ قال: هي القيامةُ تَطُمُّ على كل شيء، ويقال تَطِمُّ؛ وقال الزجاج: الطامّةُ هي الصَّيْحةُ التي تَطِمُّ على كل شيء.

  وفي حديث أبي بَكْرٍ والنَّسَّابة: ما مِنْ طامّةٍ إلا وفوقها طامَّةٌ أي ما مِنْ أمرٍ عظيمٍ إلَّا وفوْقه ما هو أعظم منه، وما مِن داهيةٍ إلا وفَوْقها داهيةٌ.

  وجاء بالطِّمِّ والرِّمِّ: الطِّمُّ الماء، وقيل: ما على وجْه من الغُثاء ونحوه، وقيل: الطِّمُّ والرِّمُّ ورق الشجر وما تَحاتَّ منه، وقيل: هو الثرى، وقيل: بالطِّمِّ والرِّمِّ أي الرَّطْبِ واليابس.

  والطَّمُّ: طَمُّ البئر بالتراب، وهو الكَبْس وطَمَّ الشيء بالتراب طَمّاً: كَبَسه.

  وطَمَّ البئرَ يَطِمُّها ويَطُمُّها؛ عن ابن الأَعرابي: يعني كبَسَها.

  وطَمَّ رأْسَه يَطُمُّه طَمّاً: جَزَّه أو غَضَّ منه.

  الجوهري: طَمَّ شَعَره أي جَزَّه، وطَمَّ شعَره أَيضاً طُموماً إذا عَقَصَه، فهو شَعَرٌ مَطمومٌ.

  وأَطَمَّ شَعَرُه أي حان له أن يُطَمَّ أي يُجَزَّ، واسْتَطَمَّ مثله.

  وفي حديث حُذَيفة: خَرَج وقد طَمَّ شعَرَه أي جَزَّه واستأْصَله.

  وفي حديث سلمان: أنه رُؤي مَطموم الرأْس.

  وفي الحديث الآخر: وعنده رجلٌ مَطموم الشعَر.

  قال أَبو نصر: يقال للطائر إذا وقَعَ على غُصْن قد طَمَّمَ تَطمِيماً، وقيل: الطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثرى.

  والطِّمُّ، بالفتح: هو البحر فكُسِرت الطاء ليزدَوج مع الرِّمّ.

  ويقال: جاء بالطِّمّ والرِّمّ أي بالمال الكثير، وإنما كَسَرُوا الطِّمَّ إتباعاً للرِّمّ، فإذا أفرَدوا الطَّمَّ فتحوه.

  الأَصمعي: جاءهم الطِّمُّ والرِّمُّ إذا أتاهم الأَمر الكثير، قال: ولم نعرف أصلهما، قال: وكذلك جاء بالضِّحّ والرِّيح مثله.

  وروى ابن الكلبي عن أبيه قال: إنما سُمِّي البحرُ الطِّمَّ لأَنه طَمَّ على ما فيه، والرِّمُّ ما على ظهر الأَرض من فُتاتِها، أرادوا الكثرة من كل شيء.

  وقال أبو طالب: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ معناه جاء بالكثير والقليل.

  والطِّمُّ: الماء الكثير، والرِّمُّ: ما كان بالِياً مثل العَظم وما يُتَقمَّمُ.

  وقال ابن الكلبي: سُمِّيت الأَرضُ رِمّاً لَانها تَرِمُّ.

  والطُّمّة: الشيء من الكَلإِ، وأَكثر ما يُوصَف به اليَبيسُ.

  والطِّمُّ: الكِبْسُ⁣(⁣١).

  وطُمَّةُ الناسِ: جماعَتُهم ووَسَطهم.

  ويقال: لقيته في طُمّة القوم أي في مُجْتَمعهم.

  والطَّمَّةُ: الضَّلالُ والحَيرةُ.

  والطُّمَّةُ: القَذَرُ.


(١) قوله [والطم الكبس] بكسر أولهما والباء موحدة ساكنة أي التراب الذي يطم ويكبس به نحو البئر. وفي القاموس: الكيس أي بالمثناة التحتية بوزن سيد.