لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 440 - الجزء 12

  أي الذين جاوزوا الحد.

  وفي حديث علي: تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإِمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا؛ ومنه قول عمر، ¥: إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء.

  قال أَبو العباس: يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي يسكر، وكذلك المغتلمون في حديث علي.

  ابن الأَعرابي: الغُلُمُ المحبوسون، قال: ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً، كقولك فلان فَتى العَسْكَر وإن كان شيخاً؛ وأَنشد:

  سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس ... مُقَنَّعاً، وما به مِنْ باس،

  إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس

  والغُلامُ معروف.

  ابن سيده: الغُلامُ الطَّارُّ الشارب، وقيل: هو من حين يولد إلى أَن يشيب، والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ، ومنهم من استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ، وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، وإن لم يقولوه، كما قالوا أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة، وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس، قال ابن بري: وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً؛ قال رؤبة:

  صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا

  وفي حديث ابن عباس: بَعثَنا رسول الله، ، أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ؛ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في القياس؛ قال ابن الأَثير: ولم يرد في جمعه أَغْلِمة، وإنما قالوا غِلْمَة، ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة، ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان، ولذلك صغرهم، والأُنثى غُلامةٌ؛ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً:

  أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ ... مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ

  ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ ... من الأُولى، مَضَارِبُه حُسامُ

  ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها ... يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ

  وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة، وتصغيره غُلَيِّم، والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ، وهو فاشٍ في كلاهم؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  تَنَحَّ، يا عَسيفُ، عَنْ مَقامِها ... وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِها

  قال: غُلامُها صاحِبُها.

  والغَيْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، وقيل: الغَيْلَمُ الجارية المُغْتَلِمةَ؛ قال عياض الهذلي:

  مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان ... شَدِيدٌ عَلى قِرْنِه مِحْطَمُ

  وقال الشاعر:

  من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا ... تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ

  الليث: الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثير الشعر.

  المحكم: والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ الرأْس.

  والغَيْلَمُ: السُّلَحْفاة، وقيل: ذكَرُها.

  والغَيْلَمُ أَيضاً: الضِّفْدَع.

  والغَيْلَمُ: مَنْبَعُ الماء في البئر.

  والغَيْلَمُ: المِدْرى؛ قال:

  يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَه ... كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ

  قال الأَزهري: قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح، ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه.

  قال: وأَنشدني غير