لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 456 - الجزء 12

  الفصيح في باب المشدّد بيتاً آخر جاء به شاهداً على الضِّحِّ وهو:

  أَبْيَض أَبرزَه للضِّحِّ راقبه ... مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفعومُ

  أَي ممتلئ لَحْماً.

  وفَعُمَت المرأَة فَعامة وفُعُومة وهي فَعْمة: اسْتَوى خَلْقها وغَلُظَ ساقها، وساعدٌ فَعْمٌ، قال:

  بساعدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِب

  ومُخَلْخَل فَعْمٌ، قال:

  فَعْمٌ مُخَلْخَلُها، وَعْثٌ مُؤزَّرُها ... عَذْبٌ مُقَبَّلُها، طَعْمُ السَّدَا فُوها

  السَّدا ههنا: البلح الأَخضر، واحدته سَداة، وقيل: هو العسَل من قولهم سَدَتِ النحل تَسْدُو سَداً.

  الجوهري: أَفْعَمْتُ الرجلَ مَلأْته غضباً، وحكى الأَزهري عن أَبي تراب قال: سمعت واقفاً السَّلمَى يقول أَفْعَمْت الرجل وأَفْغَمْته إِذا ملأْته غضباً أَو فرحاً.

  فغم: فَغَم الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً: انفتح، وكذلك تَفَغَّم أي تفتح.

  وفَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة: فتَحتْها.

  وانْفَغَمَ الزُّكام وافْتَغَم: انفرج.

  وفَغَمةُ الطيب: رائحتُه.

  فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً وفُغُوماً: سدَّت خَياشِيمه.

  وفي الحديث: لو أنَّ امرأة من الحور العين أشْرَفَتْ لأَفْغَمَتْ ما بين السماء والأَرض بريح المسك أي لملأَتْ؛ قال الأَزهري: الرواية لأَفعمت، بالعين، قال: وهو الصواب.

  يقال: فَعَمْت الإِناءَ فهو مفعوم إذا ملأَته، وقد مرَّ تفسيره.

  والريحُ الطَّيبة تَفْغَمُ المزكوم؛ قال الشاعر:

  نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما

  ووجدت فَغْمة الطيب وفَغْوَته أي ريحه.

  والفَغَم، بفتح الغين: الأَنف؛ عن كراع، كأنه إنما سمي بذلك لأَن الريح تَفْغَمه.

  أبو زيد: بَهَظْته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمِه؛ قال شمر: أَراد بفُقْمه فمَه وبفُغْمِه أَنفه.

  والفَغَم، بالتحريك: الحِرص.

  وفَغِمَ بالشيء فَغَماً فهو فَغِم: لَهِجَ به وأُولِعَ به وحَرَص عليه؛ قال الأَعشى:

  تَؤُمُّ دِيارَ بني عامِرٍ ... وأَنْتَ بآلِ عقِيل فَغِم

  قال ابن حبيب: يريد عامر بن صَعْصَعة وعَقِيل بن كعب بن عامر بن صعصعة.

  وكلْبٌ فَغِمٌ: حريصٌ على الصيد؛ قال امرؤ القيس:

  فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ ... سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ

  ابن السكيت: يقال ما أشدَّ فَغَمَ هذا الكلب بالصيد، وهو ضراوته ودُرْبَته.

  والفُغْمُ: الفَم أَجمع، ويحرك فيقال فُغُمٌ.

  وفَغَمه أي قَبَّله؛ قال الأَغلب العجلي:

  بَعْدَ شَمِيمِ شاغِفٍ وفَغْمِ

  وكذا المُفاغَمة؛ قال هُدْبة بن خَشْرَم:

  متى تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما ... يُدْنِينَ أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما

  ألا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجما ... حِذارَ دارٍ مِنْكِ أن تُلائِما؟

  والله لا يَشْفِي الفُؤادَ الهائما ... تَماحُكُ اللَّبَّاتِ والمآكِما

  وفي رواية:

  نَفْثُ الرُّقَى وعَقْدُك التَّمائِما ... ولا اللِّزامُ دُون أن تُفاغِما