لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 457 - الجزء 12

  ولا الفِغامُ دون أن تُفاقِما ... وتَرْكَبَ القَوائمُ القوائما

  وفَغِمَ بالمكان فَغَماً: أَقام به ولزِمَه.

  وأَخذ بفُغْم الرجل أي بذقنه ولحيته كفُقْمه.

  وفي الحديث: كلوا الوَغْم واطرحوا الفَغْم؛ قال ابن الأَثير: الوَغْم ما تساقط من الطعام، والفَغْم ما يَعْلَقُ بين الأَسنان، أي كلوا فُتات الطعام وارموا ما يخرجه الخِلال، قال: وقيل هو بالعكس.

  فقم: الفَقَمُ في الفم: أن تدخل الأَسنان العليا إلى الفم، وقيل: الفَقَم اختلافه، وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه، فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم، ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم، وقيل: الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه.

  وقال أبو عمرو: الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى.

  ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه: أخذ بفُقْمه.

  وفَقَمْت الرجل فَقْماً، وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه.

  أبو زيد: بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه؛ قال شمر: أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه، قال: والفُقْمانِ هما اللَّحْيان.

  وفي الحديث: من حفظ ما بين فُقْمَيْه دخل الجنة أي ما بين لَحييه؛ والفُقم، بالضم: اللحي، وفي رواية: من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة؛ يريد من حفظ لسانه وفرجه.

  الليث: الفَقَمُ رَدَّة في الذقن، والنعت أفْقَمُ.

  وفي حديث موسى، #: لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق.

  وفي حديث الملاعنة: فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه.

  وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: رجع ذقَنُه إلى فمه.

  وفَقِمَ أَيضاً: كثر ماله.

  وفَقِمَ الإِناءُ: امتلأَ ماء.

  ويقال: فَقِمَ الشيء اتسع، والفَقَمُ الامتلاء.

  يقال: أَصاب من الماء حتى فَقِم؛ عن أبي زيد.

  والأَمر الأَفْقَمُ: الأَعوج المخالف.

  وأمرٌ مُتَفاقِم، وتَفاقَمَ الأَمر أي عَظُم.

  وفَقُمَ الأَمرُ فُقوماً: عظم، وفَقِمَ أيضاً فَقَماً.

  وفَقِمَ الأَمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم: لم يَجْره على استواء، مشتق من ذلك.

  وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: بَطِرَ، وهو من ذلك لأَن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء؛ قال رؤبة:

  فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُه ... من دائِه، حتى اسْتَقامَ فَقَمُه⁣(⁣١)

  التهذيب: وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً؛ وأنشد:

  فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما ... فإنّ الأَمرَ قد فَقَما

  أبو تراب: سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم، ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله.

  وفي حديث المغيرة يصف امرأَة: فَقْماءَ سَلْفَعٍ؛ الفَقْماءُ: المائلةُ الحَنَك، وقيل: هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا.

  والفَقْم والفُقْم: طَرَف خَطْم الكلب ونحوه، وقيل: ذقن الإِنسان ولَحْييه، وقيل: هما فمه.

  التهذيب: وربما سَمَّوْا ذقن الإِنسان فَقْماً وفُقْماً.

  والمُفاقمة: البُضْع، وفي الصحاح: البِضاعُ؛ قال الشاعر:

  ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما

  وهذا الرجز للأَغلب العجلي، وقد تقدم في فَغَم.

  وفَقَم المرأَةَ: نكحها.

  وفَقِمَ مالُه فَقَماً: نَفِدَ ونَفِقَ.

  وفُقَيْم: بطن في كنانة، النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ؛ حكاه سيبويه، وفي الصحاح: والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ


(١) قوله [ترأمه] كذا بالأصل بميم، وفي المحكم ترأبه بالباء، والمعنى واحد.