لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 495 - الجزء 12

  له نَواحٍ وله أُسْطُمُّ ... وقُمْقُمانُ عَدَدٍ قُمْقُمُّ

  هو من قَمْقامٍ العدَدِ الكثير؛ قال رَكَّاضُ ابن أَبَّاقٍ:

  من نَوْفَلٍ في الحَسَبِ القَمْقامِ

  وقال رؤبة:

  من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما

  أَي من خَرَّ في عددنا غُمِر وغُلِب كما يُغْمر الواقع في البحر الغَمْر.

  والقَمْقام: صِغار القِرْدانِ وضرب من القمل شديد التشبُّث بأُصول الشعر، واحدتها قَمْقامة، وقيل: هي القُداد أوَّل ما يكون صغيراً لا يكاد يرى من صغره؛ وقوله:

  وعَطَّنَ الذِّبَّانُ في قَمْقامِها

  لم يفسره ثعلب؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يعني الكثير أَو يعني القِرْدان.

  ابن الأَعرابي: قَمَّ إذا جَمع وقَمَّ إذا جَفَّ.

  وقَمْقَم الله عَصَبَه أَي جَفَّفَ عصَبه.

  وقَمْقَمَ الله عصبه أَي سلَّط الله عليه القَمْقام، وقيل: قَمْقَم الله عصَبه أي جَمعه وقَبَضه، وقال ثعلب: شدَّده، ويقال ذلك في الشتم.

  والقُمْقُمُ: الجَرَّة؛ عن كراع.

  والقُمْقُم: ضرب من الأَواني؛ قال عنترة:

  وكأَنَّ رُبّاً أَو كحِيلاً مُعْقَداً ... حَشَّ القيانُ به جوانِبَ قُمْقُمِ⁣(⁣١)

  والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس، وقال أَبو عبيد: القُمْقُم بالرُّومية.

  وفي حديث عمر، ¥: لأَن أَشْربَ قُمْقُماً أَحْرَقَ ما أَحرَقَ أَحبُّ إليّ من أن أَشرب نبيذَ جَرّ؛ القُمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، ويكون ضيّق الرأْس، أَراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ؛ ومنه الحديث: كما يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقم؛ قال ابن الأَثير: هكذا رُوي، ورواه بعضهم: كما يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم، قال: وهو أَبين إن ساعدته صحة الرواية.

  والقُمْقُم: الحُلْقوم.

  وقُمَيْقِمٌ: ماء ينزله من خرج من عانةَ يريد سِنْجارَ؛ قال القطامي:

  حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَيْقِماً بِرِهانِها ... فَمَتى الخَلاصُ بِذِي الرِّهانِ المُغْلَق؟

  وفي المثل: على هذا دارَ القُمْقُم أي إلى هذا صار معنى الخبر، يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر، وكذلك قولهم: على يَديَّ دارَ الحديثُ، والجمع قَماقِمُ.

  والقِمْقِم: البُسْر اليابس، بالكسر، وقيل: هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ؛ قال مَعدان ابن عبيد:

  وأَمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم

  قنم: قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيد والدُّهن والرُّطب يَقْنَم قَنَماً، فهو قَنِمٌ وأقْنَمُ: فَسَد وتغيرت رائحته؛ وأَنشد:

  وقد قَنِمَتْ من صَرِّها واحْتِلابها ... أَنامِلُ كَفَّيْها، ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ

  والاسم: القَنَمةُ؛ قال سيبوية: جعلوه اسماً للرائحة.

  التهذيب: ويقال فيه قَنَمةٌ ونَمَقَةٌ إذا أَرْوَح وأَنْتَن.

  الجوهري: القَنَمة، بالتحريك، خُبْث ريح الأَدهان والزيت ونحو ذلك.

  وقَنِمت يدي من الزيت قَنَماً، فهي قَنِمة: اتَّسخت.

  والقَنَمُ في الخيل والإِبل: أَن يُصيب الشعرَ النَّدى ثم يصيبه الغُبار فيركبه لذلك وَسَخ.

  وبقرة قَنِمة: متغيرة الرائحة؛ حكاه


(١) قوله [القيان] هذا ما في الأَصل وابن سيده، والذي في المعلقات: الوقود.