لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 520 - الجزء 12

  من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإِنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله ø.

  ويقال: كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه.

  وفي الحديث: من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا؛ كَظْمُ الغيظ: تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه.

  وفي الحديث: إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما أَمكنه.

  ومنه حديث عبد المطلب: له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره، وهو حَسَبُه.

  ويقال: كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه.

  وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة، فهو كاظِمٌ.

  وكَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ؛ قال الراعي:

  فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ ... مِنْ ذي الأَبارِقِ، إذ رَعَيْنَ حَقِيلا

  ابن الأَنباري في قوله:

  فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة

  أي دفعت الإِبل بجرتّها بعد كظومها، قال: والكاظم منها العطشان اليابس الجوف، قال: والأَصل في الكَظْم الإِمساك على غيظ وغمّ، والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ، وقوله: من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع، وحَقِيل: اسم موضع.

  ابن سيده: كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار.

  وناقة كَظُوم ونوق كُظوم: لا تجتَرُّ، كَظَمت تَكْظِم كُظوماً، وإبل كُظوم.

  تقول: أرى الإِبل كُظوماً لا تجترّ؛ قال ابن بري: شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي:

  فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ ... لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف

  والكظم: مَخْرَج النفس.

  يقال: كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي.

  أَبو زيد: يقال أَخذت بكِظام الأَمر أي بالثقة، وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه؛ عن ابن الأَعرابي.

  ويقال: أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه، والجمع كِظام.

  وفي الحديث: لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها؛ هي جمع كَظَم، بالتحريك، وهو مخرج النفَس من الحلق؛ ومنه حديث النخعي: له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه.

  وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه؛ وقول أَبي خِراش:

  وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر ... قضاءً، إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم

  أَراد الكَظَم فاضطرّ، وقد دفع ذلك سيبويه فقال: ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل؟ ورجل مكظوم وكَظِيم: مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه.

  وفي التنزيل العزيز: ظَلَّ وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم.

  والكُظوم: السُّكوت.

  وقوم كُظَّم أي ساكنون؛ قال العجاج:

  ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ

  وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً، فهو كاظِمٌ وكَظيم: سكت.

  وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به؛ وقول زياد بن عُلْبة الهذلي:

  كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا ... عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ

  عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه.

  والكَظيمُ: غَلَق الباب.

  وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً: قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير نفسه.

  وفي التهذيب: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمه إذا قُمت عليه