لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 550 - الجزء 12

  الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ؛ قال أبو عبيد: معناه أو يقرب من القتل؛ ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة: فلولا أنه شيء قضاه الله لأَلَمَّ أن يذهب بصرُه، يعني لِما يرى فيها، أي لَقَرُب أن يذهب بصره.

  وقال أبو زيد: في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا وكذا، وهو الذي قارَب أن يَحمِل.

  وفي حديث الإِفْكِ: وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله، أي قارَبْتِ، وقيل: الَّمَمُ مُقارَبةُ المعصية من غير إِيقاعِ فِعْلٍ، وقيل: هو من اللَّمَم صغار الذنوب.

  وفي حديث أبي العالية: إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدُّ الدنيا وحدِّ الآخرة أي صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة، والإِلْمامُ: النزولُ.

  وقد أَلَمَّ أَي نزل به.

  ابن سيده: لَمَّ به وأَلَمَّ والتَمَّ نزل.

  وألَمَّ به: زارَه غِبّاً.

  الليث: الإِلْمامُ الزيارةُ غِبّا، والفعل أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه.

  ويقال: فلانٌ يزورنا لِماماً أي في الأَحايِين.

  قال ابن بري: اللِّمامُ اللِّقاءُ اليسيرُ، واحدتها لَمّة؛ عن أبي عمرو.

  وفي حديث جميلة: أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به لَمَمٌ، فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار؛ قال ابن الأَثير: اللَّمَمُ ههنا الإِلْمامُ بالنساء وشدة الحرص عليهن، وليس من الجنون، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء.

  وغلام مُلِمٌّ: قارَب البلوغَ والاحتلامَ.

  ونَخْلةٌ مُلِمٌّ ومُلِمّة: قارَبتِ الإِرْطابَ.

  وقال أَبو حنيفة: هي التي قاربت أن تُثْمِرَ.

  والمُلِمّة: النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا؛ وأما قول عقيل بن أبي طالب:

  أَعِيذُه من حادِثات اللَّمَّه

  فيقال: هو الدهر.

  ويقال: الشدة، ووافَق الرجَزَ من غير قصد؛ وبعده:

  ومن مُريدٍ هَمَّه وغَمَّه

  وأنشد الفراء:

  علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها ... تُدِيلُنا اللَّمَّةَ من لَمّاتِها،

  فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها

  قال ابن بري وحكي أن قوماً من العرب يخفضون بلعل، وأنشد:

  لعلَّ أَبي المِغْوارِ منكَ قريبُ

  وجَمَلٌ مَلْمومٌ ومُلَمْلم: مجتمع، وكذلك الرجل، ورجل مُلَمْلم: وهو المجموع بعضه إلى بعض.

  وحجَر مُلَمْلَم: مُدَمْلَك صُلْب مستدير، وقد لَمْلَمه إذا أَدارَه.

  وحكي عن أعرابي: جعلنا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القطا الكُدْرِيّ من الثريد، وكذلك الطين، وهي اللَّمْلَمة.

  ابن شميل: ناقة مُلَمْلَمة، وهي المُدارة الغليظة الكثيرة اللحم المعتدلة الخلق.

  وكَتيبة مَلْمومة ومُلَمْلَمة: مجتمعة، وحجر مَلْموم وطين مَلْموم؛ قال أبو النجم يصف هامة جمل:

  مَلْمومة لَمًّا كظهر الجُنْبُل

  ومُلَمْلَمة الفيلِ: خُرْطومُه.

  وفي حديث سويد ابن غَفلة: أتانا مُصدِّقُ رسولِ الله، ، فأَتاه رجل بناقة مُلَمْلَمة فأَبى أَن يأْخذَها؛ قال: هي المُسْتديِرة سِمَناً، من اللَّمّ الضمّ والجمع؛ قال ابن الأَثير: وإنما ردّها لأَنه نُهِي أن يؤخذ في الزكاة خيارُ المال.

  وقَدح مَلْموم: مستدير؛ عن أبي حنيفة.

  وجَيْش لَمْلَمٌ: كثير مجتمع، وحَيٌّ لَمْلَمٌ كذلك، قال ابن أَحمر:

  منْ دُونِهم، إن جِئْتَهم سَمَراً ... حَيٌّ حلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر