لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 607 - الجزء 12

  وهَذْرَمَ السَّيْفُ إذا قَطَع.

  هذلم: الهَذْلمَةُ: مَشْيٌ في سُرْعةٍ.

  والهَذْلمَةُ: مِشْيَةٌ فيها قَرْمَطةٌ وتَقارُبٌ؛ قال:

  قد هَذْلَمَ السارِقُ بعدَ العَتَمَه ... نحوَ بُيوتِ الحَيِّ، أَيَّ هَذْلَمَه

  والهَذْملةُ: كالهَذْلَمةِ.

  هرم: الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه الله فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى، كُسِّر على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون، فطابَقَ بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ على ما كُسِّرَ عليه ذلك، والأُنثى هَرِمةٌ من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قال:

  إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها ... أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي

  والمَهْرَمةُ: الهَرَمُ.

  وفي الحديث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَيبيّ: هذه الكلمة جاريةٌ على أَلْسِنة الناس، قال: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله، ، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه.

  وفلان يَتَهارَم: يُرِي من نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به.

  وفي الحديث: إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ.

  وابنُ هِرْمة: آخرُ⁣(⁣١) وَلَد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابنُ عِجْزة.

  ويقال: وُلِدَ لِهِرْمَةٍ.

  وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ.

  وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للجعدي:

  جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه ال خَرَّاسُ ... لا ناقِسٌ ولا هَرِمُ⁣(⁣٢)

  والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير:

  ووَطِئْتَنا وَطْأَ على حَنَقٍ ... وَطْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ

  واحدتُه هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها حَيْهَلة.

  وفي المثل: أَذلُّ من هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً.

  ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمةٌ.

  قال الأَصمعي: والكَزُوم الهَرِمةُ.

  وكان النبي، ، يتعوَّذُ من الهَرَمِ.

  وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ: البناء والبئر؛ قال: هكذا روي بالراء، والمشهور الأَهْدَمَيْنِ، بالدال، وقد تقدم.

  وبعيرٌ هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال:

  أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوه شِيبُ

  وإنك لا تْدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع هَرِمُك؛ حكاه يعقوب ولم يفسره.

  الجوهري: يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك.

  الأَزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً


(١) قوله [هرمة آخر الخ] هو بهذا الضبط في الأصل والمحكم والتهذيب، وصوّبه شارح القاموس، وهو الصاغاني: قال الليث ابن هرمة بالفتح.

(٢) قوله [جور الخ] هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب، وتقدم في مادتي خرس ونقس محرفاً عما هنا.