لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 614 - الجزء 12

  والجمع هُضُمٌ؛ قال زياد بن مُنْقِذ:

  يا حَبَّذا، حينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدةً ... وادي أُشَيّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

  ويدٌ هَضومٌ: تَجُود بما لدَيْها تُلْقِيه فيما تُبْقِيه، والجمع كالجمع؛ قال الأَعشى:

  فأَمّا إذا قَعَدُوا في النَّدِيّ ... فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ

  ورجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ أي مُنْضَمُّهُما.

  والهَضَمُ: خَمَصُ البطونِ ولُطْفُ الكَشْحِ.

  والهَضَمُ في الإِنسان: قلة انْجِفارِ الجَنْبَين ولَطافَتُهما، ورجل أَهْضَمُ بيِّن الهَضَم وامرأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ، وكذلك بطنٌ هَضِيمٌ ومَهْضومٌ وأَهْضَمُ؛ قال طرفة:

  ولا خَيرَ فيه غيرَ أَنَّ له غِنىً ... وأن له كَشْحاً، إذا قامَ، أَهْضَما

  والهَضِيمُ: اللَّطيف.

  والهَضِيمُ: النَّضِيجُ.

  والهَضَمُ، بالتحريك: انضِمامُ الجَنْبينِ، وهو في الفرس عيبٌ.

  يقال: لا يَسْبِقُ أَهْضَمُ من غاية بعيدةٍ أبداً.

  والهَضَمُ: استقامةُ الضلوع ودخولُ أَعالِيها، وهو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً، قال النابغة الجعدي:

  خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ، ولمْ ... يَرْجِع إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ

  يقول: إن هذا الفرسَ لِسَعةِ جوفه وإجْفارِ مَحْزِمه كأَنه زفَرَ، فلما اغْترَقَ نفَسُه بُنِيَ على ذلك فلزِمته تلك الزَّفْرة، فصِيغَ عليها لا يُفارِقُها؛ ومثله قول الآخر:

  بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوائها

  أي كأَنها تَمَطَّت، فلما تناءَت أَطرافُها ورحُبَت شَحْوَتها صِيغَت على ذلك، وفرسٌ أَهْضَمُ، قال الأَصمعي: لم يَسْبِقْ في الحَلْبة قَطَّ أَهْضَمُ، وإنما الفرسُ بعُنُقه وبَطْنه، والأُنثى هَضْماءُ.

  والهَضِيمُ من النساء: اللطيفةُ الكَشْحَينِ، وكَشْحٌ مَهْضومٌ؛ وأَنشد ابن بري لابن أحمر:

  هُضُمٌ إذا حُبَّ الفُتارُ، وهُمْ ... نُصُرٌ، وإذا ما استُبْطِئَ النَّصْرُ

  ورأَيت هنا جُزازة مُلْصقَة في الكتاب فيها: هذا وهَمٌ من الشيخ لأَن هُضُماً هنا جمعُ هَضومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لماله، بدليل قوله نُصُر جمع نَصِير، قال: وكلاهما من أَوصاف المذكر؛ قال: ومثله قول زياد ابن مُنقِذ:

  وحَبَّذا، حين تُمْسي الريحُ بارِدةً ... وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

  وقد تقدم، وقوله: حين تمسي الريح باردة مثلُ قوله إذا حُبَّ الفُتارُ، يعني أَنهم يَجُودون في وقت الجَدْب وضيقِ العيشِ، وأَضْيَقُ ما كان عيشُهم في زمن الشتاء، وهذا بيِّنٌ لا خفاء به؛ قال: وأما شاهدُ الهَضِيم اللطيفةِ الكَشحين من النساء فقول امرئ القيس:

  إذا قلتُ: هاتي نَوِّلِيني، تَمايَلَتْ ... عليَّ هَضيم الكَشحِ، رَيَّا المُخَلخَلِ

  وفي الحديث: أن امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً وهو أميرُ الكوفةِ، فقالت: إن أَميرَكم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحينِ أي مُنْضَمُّهما؛ الهَضَمُ، بالتحريك: انضمامُ الجنبينِ، وأصلُ الهَضْمِ الكسر.

  وهَضْمُ الطعامِ: خِفَّتُه.

  والهَضْمُ: التواضُعُ.

  وفي حديث الحسن: وذكَر أَبا بكرٍ فقال: والله إنه لَخَيْرُهم ولكن المؤْمِن يَهْضِم نفْسَه أي يَضعُ من قَدْره تَواضُعاً.

  وقوله ø: ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ؛ أَي مُنْهَضِمٌ مُنْضَمٌّ في جوف الجُفِّ، وقال الفراء: هَضِيمٌ ما دام في كَوافيره.

  والهَضِيمُ: اللَّيِّنُ.

  وقال ابن