لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 616 - الجزء 12

  وقال الأَعشى:

  وإذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآنُفِ ... يوماً، بشَتْوةٍ أَهْضاما

  يعني من شدَّة الزمان؛ وأَنشد في الأَهْضامِ البَخورِ للعجاج:

  كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ ... مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ

  أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ القَفُّورُ

  الكافورُ، وقيل: نَبْتٌ.

  قال أَبو منصور: أُراه يصف حُفْرة حفرها الثور الوحشي فكَنَسَ فيها، شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه العُطور.

  وأَهْضامُ تَبالةَ: ما اطمأَنَّ من الأَرض بين جِبالها؛ قال لبيد:

  فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ، كأَنما ... هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها

  وتَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ معروف.

  وأَهضامُ تَبالة: قُراها.

  وبنو مُهَضَّمَة: حيٌّ.

  هطم: النهاية لابن الأَثير في حديث أَبي هريرة في شَرابِ أَهل الجنة: إذا شَرِبوا منه هَطَم طعامَهم؛ الهَطْمُ: سرعةُ الهَضْم، وأَصله الحَطْمُ، وهو الكسرُ، فقلبت الحاءُ هاءً.

  هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وقد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً، وقيل: الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم.

  والهِقَمُّ، مثل الهِجَفّ: الرجلُ الكثير الأَكل.

  وتَهقَّم الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً عِظاماً مُتتابعة.

  والهِقَمُّ: البحر.

  وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القعرِ.

  والهَيْقَمُ: حكاية صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال:

  ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما ... كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما

  والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قال ابن سيده: وأَظن الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً، الأَزهري: قال بعضهم الهَيْقمانيُّ الطويلُ من كلّ شيء؛ وأَنشد للفقعسي:

  منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه ... من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ

  وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ.

  ويقال: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء.

  ويقال في الهَيْقَمِ الظليمِ: إنه الهَيْقُ، والميم زائدة.

  والهَيْقَمُ: صوتُ ابْتِلاع اللُّقمة.

  ابن الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإِبل الماء؛ قال الأَزهري: جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال رؤبة:

  للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما ... كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما

  وقيل في قوله:

  للناس يدعو هيقماً

  وهيقما إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً.

  وهَيْقَم: حكاية هَديره، ومَنْ رواه:

  كالبحر يدعو هيقماً وهيقما

  أَراد حكاية أَمْواجِه؛ وقال أَبو عمرو في قول رؤبة:

  يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُه⁣(⁣١)

  قال: وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قال: وأَصله من الجائع الهَقِم؛ وقوله:

  من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه

  قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.


(١) قوله [يكفيه الخ] صدره كما في التكملة:

أحمس ورّاد شجاع مقدمة

والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمة: إقدامه، والمحراب: البصير بالحرب.