[فصل الهاء]
  وقال الأَعشى:
  وإذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآنُفِ ... يوماً، بشَتْوةٍ أَهْضاما
  يعني من شدَّة الزمان؛ وأَنشد في الأَهْضامِ البَخورِ للعجاج:
  كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ ... مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ
  أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ القَفُّورُ
  الكافورُ، وقيل: نَبْتٌ.
  قال أَبو منصور: أُراه يصف حُفْرة حفرها الثور الوحشي فكَنَسَ فيها، شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه العُطور.
  وأَهْضامُ تَبالةَ: ما اطمأَنَّ من الأَرض بين جِبالها؛ قال لبيد:
  فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ، كأَنما ... هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها
  وتَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ معروف.
  وأَهضامُ تَبالة: قُراها.
  وبنو مُهَضَّمَة: حيٌّ.
  هطم: النهاية لابن الأَثير في حديث أَبي هريرة في شَرابِ أَهل الجنة: إذا شَرِبوا منه هَطَم طعامَهم؛ الهَطْمُ: سرعةُ الهَضْم، وأَصله الحَطْمُ، وهو الكسرُ، فقلبت الحاءُ هاءً.
  هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وقد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً، وقيل: الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم.
  والهِقَمُّ، مثل الهِجَفّ: الرجلُ الكثير الأَكل.
  وتَهقَّم الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً عِظاماً مُتتابعة.
  والهِقَمُّ: البحر.
  وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القعرِ.
  والهَيْقَمُ: حكاية صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال:
  ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما ... كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما
  والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قال ابن سيده: وأَظن الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً، الأَزهري: قال بعضهم الهَيْقمانيُّ الطويلُ من كلّ شيء؛ وأَنشد للفقعسي:
  منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه ... من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ
  وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ.
  ويقال: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء.
  ويقال في الهَيْقَمِ الظليمِ: إنه الهَيْقُ، والميم زائدة.
  والهَيْقَمُ: صوتُ ابْتِلاع اللُّقمة.
  ابن الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإِبل الماء؛ قال الأَزهري: جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال رؤبة:
  للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما ... كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما
  وقيل في قوله:
  للناس يدعو هيقماً
  وهيقما إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً.
  وهَيْقَم: حكاية هَديره، ومَنْ رواه:
  كالبحر يدعو هيقماً وهيقما
  أَراد حكاية أَمْواجِه؛ وقال أَبو عمرو في قول رؤبة:
  يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُه(١)
  قال: وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قال: وأَصله من الجائع الهَقِم؛ وقوله:
  من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه
  قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.
(١) قوله [يكفيه الخ] صدره كما في التكملة:
أحمس ورّاد شجاع مقدمة
والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمة: إقدامه، والمحراب: البصير بالحرب.