لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 617 - الجزء 12

  هكم: الهَكِمُ: المُتَقحِّهم على ما لا يَعنيه الذي يتعرَّض للناس بشرِّه؛ وأَنشد:

  تَهَكَّمَ حَرْبٌ على جارِنا ... وأَلْقى عليه له كَلْكَلا

  وقد تَهَكَّم على الأَمرِ وتهكَّم بنا: زَرى علينا وعَبِثَ بنا.

  وتهكَّم له وهَكَّمه: غَنَّاه.

  والتهكُّم: التكبُّرُ.

  والمُسْتَهْكِمُ: المُتكبِّرُ.

  والمُتَهَكِّمُ: المتكبُّرُ، وهو أَيضاً الذي يتهدَّمُ عليك من الغيْظ والحُمْق.

  وتهكَّم عليه إِذا اشتد غضبُه.

  والتهكُّم: التبَخْتُر بطَراً.

  والتهكُّم: السيْلُ الذي لا يُطاق.

  والتهكُّم: تهوُّرُ البئر.

  وتهَكَّمَت البئرُ: تهدَّمَت.

  والتهكُّم: الطَّعْنُ المُدارَك.

  وتهكَّمْتُ: تَغَنَّيْتُ.

  وهَكَّمْتُ غيري تَهْكيماً: غنَّيْتُه، وذلك إِذا انْبرَيْتَ تُغَنِّي له بصوت.

  والتَّهَكُّم: الاستهزاء.

  وفي حديث أُسامة: فخرجت في أَثرِ رجل منهم جَعَلَ يَتَهَكَّمُ بي أَبي يستهزئ ويستخفّ.

  وفي حديث عبد الله بن أَبي حَدْرَدٍ: وهو يمشي القَهْقَرى ويقول هَلُمَّ إِلى الجنة، يَتَهكَّمُ بنا.

  وقول سُكَيْنة لهِشام: يا أَحْوَلُ لقد أَصبحتَ تَتَهَكَّمُ بنا.

  وحكى ابن بري عن أَبي عمرو: التهكُّم حديثُ الرجلِ في نفسِه؛ وأَنشد لزيادٍ المِلْقَطيّ:

  يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُه ... أُفْهِمُه، لو كان عَنِّي يَفْهَمُه

  مِنْ ذكر ليلى دَلَّهم تَهَكُّمُه ... والدَّهْرُ يَغْتالُ الفَتى ويَعْجُمُه

  وقال: التهكُّمُ الوقوعُ في القوم؛ وأَنشد لِنَهِيك ابن قَعْنَب:

  تَهَكَّمْتُما حَوْلَيْنِ ثم نَزَعْتُما ... فلا إِنْ عَلا كَعْباكُما بالتَّهَكُّمِ

  وإِن زائدة بعد لا التي للدعاء.

  هلم: الهَلِيمُ: اللاصِقُ من كل شيء؛ عن كراع.

  والهَلامُ⁣(⁣١): طعامٌ يُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ بِجِلدِها.

  والهُلُمُ: ظِباءُ الجبال، ويقال لها اللُّهُمُ، واحدها لِهْمٌ، ويقال في الجمع لُهُومٌ.

  والهِلِّمَانُ: الشيءُ الكثير، وقيل: هو الخير الكثير؛ قال ابن جني: إِنما هو الهِلِمَّانُ على مثال فِرِ كَّان.

  أَبو عمرو: الهِلِمَّانُ الكثير من كل شيء؛ وأَنشد لكَثِير المُحارِبيّ:

  قد مَنَعَتْني البُّرَّ وهي تَلْحانْ ... وهو كثيرٌ عندها هِلِمَّانْ،

  وهي تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ

  الخَنْذاةُ: القول القبيحُ، والبَنْبانُ: الرديء من المَنْطق.

  والهَيْلَمان: المالُ الكثير، وتقول: جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمانِ إِذا جاء بالمال الكثير، والهَيْلَمان، بفتح اللام وضمها.

  قال أَبو زيد في باب كثرة المال والخير يَقْدَم به الغائبُ أَو يكون له: جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بفتح اللام.

  وهلُمَّ: بمعنى أَقْبِل، وهذه الكلمة تركيبيَّة من ها التي للتنبيه، ومن لُمَّ، ولكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة البسيطة؛ قال الزجاج: زعم سيبويه أَن هَلُمّ ها ضمت إِليها لُمّ وجُعِلتا كالكلمة الواحدة، وأَكثرُ اللغات أَن يقال هَلُمَّ للواحد والاثنين والجماعة، وبذلك نزل القرآن: هَلُمَّ إِلينا وهَلُمَّ شَهداءكم؛ وقال سيبويه: هَلمَّ في لغة أَهل الحجاز يكون للواحد والاثنين والجمع والذكر والأُنثى بلفظٍ واحد، وأَهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها، وأَما في لغة بني تميم وأَهل


(١) قوله [والهلام] قال في القاموس: كغراب، وضبط في الأصل وفي نسخة من التكملة يوثق بضبطها بفتح الهاء ومثلها المحكم والتهذيب.