لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 453 - الجزء 13

  ومن ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ... ظِباءُ السُّلَيِّ، وَاكِناتٍ على الخَمْلِ

  أَي جالسات على الطنافس التي وُطِّئتْ بها الهوادج، والسُّلَيُّ: اسم موضع، ونصب واكنات على الحال.

  أَبو عمرو: الوَاكِنُ من الطير الواقعُ حيثما وقع على حائط أَو عُود أَو شَجر.

  والتَّوَكُّنُ: حُسْنُ الاتِّكاء في المجلس؛ قال الشاعر:

  قلتُ لها: إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي ... في جِلْسةٍ عنديَ، أَو تَلَبَّني

  أَي تَرَبَّعي في جِلْسَتِك.

  وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ.

  والواكِنُ: الجالس؛ وقال المُمَزَّقُ العَبْدِي:

  وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ ... طَويلاتُ الذوائبِ والقُرُونِ

  وفي الحديث: أَقِرُّوا الطير على وُكُناتِها؛ الوُكُنات، بضم الكاف وفتحها وسكونها: جمع وُكْنة، بالسكون، وهي عُشُّ الطائر ووَكْرُه، وقيل: الوَكْنُ ما كان في عُشّ، والوَكْرُ ما كان في غير عُشٍ.

  وسَيْرٌ وَكْنٌ: شديد؛ قال:

  إني سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ

  أَي شديد؛ وقال شمر: لا أَعرفه.

  ولن: التهذيب في أَثناء ترجمة نول: قال ابن الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عند المصائب، نعوذ بمعافاة الله من عقوبته.

  ومن: ابن الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرة النفقة على العيال، والتَّوَمُّن كثرة الأَولاد، والله أَعلم.

  ونن: الوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع، وهو الوَنَجُ، كلاهما دَخيل مشتق من كلام العجم.

  والوَنُّ: الضعف، والله أَعلم.

  وهن: الوَهْن: الضَّعف في العمل والأَمر، وكذلك في العَظْمِ ونحوه.

  وفي التنزيل العزيز: حمَلَتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ؛ جاء في تفسيره ضَعْفاً على ضعف أَي لَزِمَها بحملها إياه تَضْعُف مَرّةً بعد مرَّة، وقيل: وَهْناً على وَهْنٍ أَي جَهْداً على جَهْدٍ، والوَهَنُ لغة فيه؛ قال الشاعر⁣(⁣١):

  وما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ

  وقد وَهَنَ ووَهِن، بالكسر، يَهِنُ فيهما أَي ضَعُف، ووَهَنَه هو وأَوْهَنَه؛ قال جرير:

  وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، يومَ جَرَّدَ سيفَه ... قَيْنٌ به حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ⁣(⁣٢)

  وقال:

  فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ... ولئن سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي

  ورجُلٌ واهِنٌ في الأَمر والعمل ومَوْهُون في العَظْم والبدن، وقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً.

  وفي حديث الطواف: وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب أَي أَضعفتهم.

  وفي حديث علي، #: ولا واهِناً في عَزْمٍ أَي ضعيفاً في رأْي، ويروى بالياء: ولا واهِياً في عزم.

  ورجل واهِنٌ: ضعيف لا بَطْش عنده، والأُنثى واهِنةٌ، وهُنَّ وُهُنٌ؛ قال قَعْنَب بن أُم صاحب:

  الَّلائماتُ الفَتى في عُمْره سَفَهاً ... وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ

  قال: وقد يجوز أَن يكون وُهُن جمع وَهُونٍ،


(١) قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى كما في التكملة وصدره:

وما إن على قلبه غمرة

(٢) قوله [وآم اربع] ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع أمة.