لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 730 - الجزء 1

  وقال أَبو الحسن في الفالوذَج: لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل.

  ولُبُّ كلِّ شيءٍ: نفسُه وحَقِيقَتُه.

  وربما سمي سمُّ الحيةِ: لُبّاً.

  واللُّبُّ: العَقْلُ، والجمع أَلبابٌ وأَلْبُبٌ؛ قال الكُمَيْتُ:

  إِليكُمْ، بني آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ

  وقد جُمعَ على أَلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على أَنْعُم؛ قال أَبو طالب:

  قلْبي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ

  واللَّبابةُ: مصدرُ اللَّبِيب.

  وقد لَبَبْتُ أَلَبُّ، ولَبِبْتَ تَلَبُّ، بالكسر، لُبّاً ولَبّاً ولَبابةً: صِرْتَ ذا لُبٍّ.

  وفي التهذيب: حكى لَبُبْتُ، بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف.

  وقيل لِصَفِيَّة بنت عبد المطَّلب، وضَرَبَت الزُّبَير: لم تَضْرِبينَه؟ فقالتْ: لِيَلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذا الجَلَب أَي يصير ذا لُبٍّ.

  ورواه بعضهم: أَضْرِبُه لكيْ يَلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذا اللَّجَب.

  قال ابن الأَثير: هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ.

  ورجل ملبوبٌ: موصوف باللَّبابة.

  ولَبيبٌ: عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَلِبَّاء؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنثى لبيبةٌ.

  الجوهري: رجلٌ لَبيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال المُضَرِّبُ ابن كَعْب:

  فقلتُ لها: فِيئي إِلَيكِ، فإِنَّني ... حَرامٌ، وإِني بعد ذاكَ لَبِيبُ

  التهذيب: وقال حسان:

  وجارِيَةٍ مَلْبُوبةٍ ومُنَجَّسٍ ... وطارِقةٍ، في طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ

  واسْتَلَبَّه: امْتَحَنَ لُبَّه.

  ويقال: بناتُ أَلْبُبٍ عُروق في القَلْبِ، يكون منها الرِّقَّةُ.

  وقيل لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: ما لَكِ لا تَدْعِينَ عليه؟ قالت: تَأْبى له ذلك بناتُ أَلْبُبي.

  الأَصمعي قال: كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة فَبَرِمَ بها، فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفْرٌ فسَمِعوا هَمْهَمَتَها من البئر، فاسْتَخْرجوها، وقالوا: من فَعَلَ هذا بك؟ فقالت: زوجي، فقالوا ادعِي اللَّه عليه، فقالَتْ: لا تُطاوعُني بناتُ أَلبُبي.

  قالوا: وبَناتُ أَلبُبٍ عُروقٌ متصلة بالقلب.

  ابن سيده: قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَلبُبِه؛ يَعْنونَ لُبَّه، وهو أَحدُ ما شَذَّ من المُضاعَف، فجاءَ على الأَصل؛ هذا مذهب سيبويه، قال يَعْنُونَ لُبَّه؛ وقال المبرد في قول الشاعر:

  قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَبِه

  يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الحَيِّ، فإِن جمعت أَلبُباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِيبٌ، وهو أَولى من قول من أَعَلَّها.

  واللَّبُّ: اللَّطِيفُ القَريبُ من الناس، والأُنْثى: لَبَّةٌ، وجمعها لِبابٌ.

  واللَّبُّ: الحادِي اللَّازم لسَوقِ الإِبل، لا يَفْتُر عنها ولا يُفارِقُها.

  ورجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِه لا يفارقها.

  ويقال: رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  لَبّاً، بأَعْجازِ المَطِيِّ، لاحقا

  ولَبَّ بالمكان لَبّاً، وأَلَبَّ: أَقام به ولزمَه.

  وأَلَبَّ على الأَمرِ: لَزِمَه فلم يفارقْه.