لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 736 - الجزء 1

  النعجة التي قَلَّ لبَنُها؛ قال: ولا يقال للعنز لَجْبَةٌ؛ وجمع لَجَبةٍ لَجَباتٌ، على القياس؛ وجمع لَجْبةٍ لَجَباتٌ، بالتحريك، وهو شاذّ، لأَن حقه التسكين، إِلَّا أَنه كان الأَصل عندهم أَنه اسم وصف به، كما قالوا: امرأَة كَلْبة، فجمع على الأَصل، وقال بعضهم: لَجْبَة ولَجباتٌ نادر، لأَن القياس المطرد في جمع فَعْلة، إِذا كانت صفة، تسكين العين، والتكسير لِجابٌ؛ قال مُهَلْهِلُ بن ربيعة:

  عَجِبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا ... إِذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالمِعْزى اللِّجابْ

  قال سيبويه: وقالوا شِياه لَجَباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ من العرب من يقول: شاةٌ لَجَبة، فإِنما جاؤُوا بالجمع على هذا؛ وقول عَمْرٍو ذي الكلب:

  فاجْتالَ منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ ... حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ

  يجوز أَن تكون هذه الشاةُ لَجْبةً في وقت، ثم تكون حاشِكةَ الدَّرَّة في وقت آخر؛ ويجوز أَن تكون اللَّجْبةُ من الأَضْداد، فتكون هنا الغزيرةَ، وقد لَجُبَتْ لجوبةً، بالضم، ولَجَّبَتْ تَلْجِيباً.

  وفي حديث الزكاة، فقلتُ: ففِيمَ حَقُّكَ؟ قال: في الثَّنِيَّة والجَذَعة.

  اللَّجْبة، بفتح اللام وسكون الجيم: التي أَتى عليها من الغنم بعد نِتاجِها أَربعةُ أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ وقيل: هي من العَنز خاصةً؛ وقيل: في الضأْن خاصةً.

  وفي الحديث: يَنْفَتِحُ للناس مَعدِنٌ، فيَبْدو لهم أَمثالُ اللَّجَبِ من الذهب.

  قال ابن الأَثير: قال الحَربيُّ: أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد اللَّجَنَ، لأَنَّ اللُّجَيْنَ الفِضة؛ قال: وهذا ليس بشيءٍ، لأَنه لا يقال أَمثالُ الفضة من الذهب.

  قال وقال غيره: لعله أَمثالُ النُّجُب، جمع النَّجيب من الإِبل، فصحف الراوي.

  قال: والأَولى أَن يكون غيرَ موهوم، ولا مُصَحَّفٍ، ويكون اللَّجَبُ جمع لَجَبةٍ، وهي الشاةُ الحامل التي قَلَّ لبنُها، أَو تكون، بكسر اللام وفتح الجيم، جمع لَجْبة كقَصْعةٍ وقِصَعٍ.

  وفي حديث شُرَيْح: أَنَّ رجلاً قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجدْ لها لبناً؛ فقال له شُرَيْح: لعلها لَجَّبَتْ أَي صارت لَجْبة.

  وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: والحَجَرِ فلَجَبه ثلاثَ لَجَباتٍ.

  قال ابن الأَثير، قال أَبو موسى: كذا في مُسْنَد أَحمد بن حنبل؛ قال: ولا أَعرف وجهه، إِلَّا أَن يكون بالحاءِ والتاءِ من اللَّحْتِ، وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا أَي ضَرَبه.

  وفي حديث الدَّجَّال: فأَخذَ بلَجَبَتَيِ البابِ فقال: مَهْيَمْ؛ قال أَبو موسى: هكذا رُوِيَ، والصواب بالفاءِ.

  وقال ابن الأَثير في ترجمة لجف: ويروى بالباءِ، وهو وَهَمٌ.

  وسَهْمٌ مِلْجابٌ: رِيشَ ولم يُنْصَلْ بَعْدُ؛ قال:

  ماذا تقولُ لأَشياخٍ أُولي جُرُمٍ ... سُودِ الوُجوه، كأَمثالِ المَلاجيبِ؟

  قال ابن سيده: ومِنْجابٌ أَكثر، قال: وأُرى اللامَ بدلاً من النون.

  لحب: اللَّحْبُ: قَطْعُكَ اللَّحْمَ طُولاً.

  والمُلَحَّبُ: المُقَطَّعُ.

  ولَحَبَه ولَحَّبه: ضربه بالسيف، أَو جَرَحَه، عن ثعلب، قال أَبو خِراشٍ:

  تُطِيفُ عليه الطيْرُ، وهو مُلَحَّبٌ ... خِلافَ البُيوتِ عند مُحْتَمِل الصِّرْمِ

  الأَصمعي: المُلَحَّبُ نحو من المُخَذَّمِ.

  ولَحَبَ مَتْنُ الفرس وعَجُزُه: امْلاسَّ في حُدُورٍ، ومَتْنٌ