لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 346 - الجزء 14

  وماء رِوىً، مقصور بالكسر، إِذا كان يَصْدُر⁣(⁣١).

  من يَرِدُه عن غير رِيٍّ، قال: ولا يكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المياه التي تَنْزَحُ ولا يَنقطع ماؤها؛ وقال الزَّفيان السعدي:

  يا إبلي ما ذامُه فَتَأْبَيْه ... (⁣٢). ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْه

  هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيَبَيْه

  إِذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء رِوىً، ويقال: هو الذي فيه للوارِدةِ رِيٌّ؛ قال ابن بري: شاهده قول العجاج:

  فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا

  وقال الجُمَيْحُ بن سُدَيْدٍ التغلبي:

  مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى ماء رِوَى ... طامِي الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا

  المُسْحَنْفِرُ: الطريق الواضح، والماء الرِّوَى: الكثير، والجِمامُ: جمع جَمَّة أَي هذا الطريق يَهْدِي إِلى ماء كثير.

  ورَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم.

  ابن سيده: والراويةُ المَزادة فيها الماء، ويسمى البعير راوية على تسمية الشيء باسم غيره لقربه منه؛ قال لبيد:

  فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ ... كَروايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

  ويقال للضَّعيف الوادِع: ما يَرُدُّ الراوية أَي أَنه يَضْعُف عن ردِّها على ثِقَلها لما عليها من الماء.

  والراوية: هو البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء والرَّجل المستقي أَيضاً راوية.

  قال: والعامة تسمي المَزادة راوية، وذلك جائز على الاستعارة، والأَصل الأَول؛ قال أَبو النجم:

  تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِ⁣(⁣٣)

  قال ابن بري: شاه الراوية البعير قول أَبي طالب:

  ويَنْهَضُ قَوْمٌ، في الحَدِيد، إِلَيْكُمُ ... نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتَ الصَّلاصِلِ

  ف الروايا: جمع راوية للبعير: وشاهد الراوية للمَزادة قول عمرو بن مِلْقَط:

  ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه ... كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ

  ويقال: رَوَيْتُ على أَهلي أَرْوِي رَيَّةً.

  قال: والوعاء الذي يكون فيه الماء إِنما هي المَزادة، سميت راويةً لمكان البعير الذي يحملها وقال ابن السكيت: يقال رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم.

  ويقال: من أَيْنَ رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء، وقال غيره: الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوَى به على الراوية إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ.

  يقال: رَوَيْت على الراَّوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما الرِّواء؛ قال: وأَنشدني أَعرابي وهو يُعاكِمُني:

  رَيَّاً تَمِيميّاً على المزايدِ

  ويجمع الرِّواءُ أَرْوِيةً، ويقال له المِرْوَى، وجمعه مَراوٍ ومَراوَى.

  ورجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاوية له صِناعةً، يقال: جاء رَوّاءُ القوم.

  وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، سَمَّى السَّحابَ رَوايا البِلادِ؛ الرَّوايا من الإِبلِ: الحَوامِلُ للماء،


(١) قوله [إذا كان يصدر الخ] كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق.

(٢) قوله [فتأبيه الخ] هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة، ووقع لنا في مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء.

(٣) قوله [الاثقل] هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد، ووقع في اللسان في ردد المثقل.