لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 347 - الجزء 14

  واحدتها راوِيةٌ فشبَّهها بها، وبه سميت المزادةُ راويةً، وقيل بالعكس.

  وفي حديث بَدْرٍ: فإِذا هو برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها.

  وتَرَوَّى القومُ ورَوَّوْا: تزوّدوا بالماء.

  ويَوْم التّرْوِية: يوْمٌ قبل يومِ عَرَفَةَ، وهو الثامن من ذي الحِجّة، سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء وينهَضُون إِلى مِنىً ولا ماء فيتزوَّدون رِيَّهم من الماء أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون.

  وفي حديث ابن عمر: كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ.

  ورَوَيْت على أَهلي ولأَهلي رَيّاً: أَتيتُهم بالماء، يقال: من أَيْن رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء.

  ورَوَيْتُ على البَعير رَيّاً: اسْتَقَيْتُ عليه؛ وقوله:

  ولنا رَوايا يَحْمِلون لنا ... أَثْقالَنا، إِذ يُكْرَه الحَمْلُ

  إِنما يعني به الرجال الذين يحْمِلون لهم الدِّياتِ، فجعلهم كروايا الماء.

  التهذيب: ابن الأَعرابي يقال لسادةِ القوم الرَّوايا؛ قال أَبو منصور: وهي جمع راوِيةٍ، شَبّه السيِّد الذي تحَمَّل الدِّيات عن الحي بالبَعير الراوية؛ ومنه قول الرَّاعي:

  إِذا نُدِيَتْ روايا الثِّقْلِ يَوْماً ... كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا

  أَراد بروايا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّيات، والمُضْلِعات: التي تُثْقِلُ مَنْ حِمَلَها، يقول: إِذا نُدِبَ للدِّيات المُضْلِعةِ حَمَّالوها كنا نحن المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا من دوننا.

  غيره: الرَّوايا الذين يحْمِلون الحمالات؛ وأَنشدني ابن بري لحاتم:

  اغْزُوا بني ثُعَل، والغَزْوُ جَدُّكُم ... جَدُّ الرِّوايا، ولا تَبْكُوا الذي قُتِلا

  وقال رجل من بني تميم وذكر قوماً أَغاروا عليهم: لقيناهم فقَتَلْنا الرَّوايا وأَبَحْنا الزَّوايا أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وهي الزَّوايا.

  الجوهري: وقال يعقوب ورَوَيْتُ القومَ أَرْويهم إِذا استقيت لهم الماء.

  وقوم رِواء من الماء، بالكسر والمدّ؛ قال عُمر بن لجَإِ:

  تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها ... تحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها

  وتَرَّوت مفاصِلْه: اعتدلت وغَلُظَتْ، وارْتَوت مفاصل الرجل كذلك.

  الليث: ارْتَوَتْ مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت، وارْتَوَت النخلة إِذا غُرست في قَفْر ثم سُقِيَت في أَصلها، وارْتوى الحَبْلُ إِذا كثر قُواه وغَلُظ في شِدَّة فَتْلٍ؛ قال ابن أَحمر يذكر قطاةً وفَرْخَها:

  تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ ... تَصْهَرُه الشَّمس فما يَنْصَهِرْ

  تَرْوي: معناه تَسْتقي يقال: قد رَوى معناه اسْتَقى على الرَّاوية.

  وفرس رَيّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناه.

  وفرس ظمآن الشَّوى إِذا كان مُعَرَّق القوائم، وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك؛ وأَنشد:

  رِواء أَعالِيه ظِماء مفاصِلُه

  والرِّيُّ: المَنْظرُ الحسَنُ فيمن لم يعتقد الهمز.

  قال الفارسي: وهو حسن لمكان النَّعْمة وأَنه خلاف أَثَرِ الجَهْد والعَطش والذُّبول.

  وفي التنزيل العزيز: أَحسَنُ أَثاثاً ورِيّاً؛ قال الفراء: أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مهموزات الأَواخر، وذكر بعضهم أَنه ذهب بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يهمز،