لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 348 - الجزء 14

  ونحو ذلك قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً بغير همز فله تفسيران، أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النعيم بيِّنٌ فيهم، ويكون على ترك الهمز من رأَيت.

  ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى: فتَلَه، وقيل: أَنْعم فَتْله.

  وقيل: أَنْعم فَتْله.

  والرِّواء، بالكسر والمدّ: حبل من حِبال الخِباء، وقد يُشدُّ به الحِمْل والمَتاع على البعير.

  وقال أَبو حنيفة: الرِّواءُ أَغْلَظُ الأَرْشيةِ، والجمع الأَرْوِية؛ وانشد ابن بري لشاعر:

  إِنِّي إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَه ... وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَه،

  هُناك أَوْصيني ولا تُوصِي بَيَه

  وفي الحديث: ومَعِي إِداوةٌ عليها خِرْقةٌ قد روَّأْتها.

  قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية بالهمز، والصواب بغير همز، أَي شَدَدتها بها ورَبَطْتها عليها.

  يقال: رَوَيْت البعير، مخفف الواو، إِذا شَدَدْت عليه بالرِّواء.

  وارْتَوى الحبْلُ: غلُظَت قواه، وقد رَوى عليه رَيّاً وأَرْوى.

  ورَوى على الرَّجل: شدَّه بالرِّواءِ لئلا يسقُط عن البعير من النوم؛ قال الراجز:

  إِنِّي على ما كانَ مِنْ تَخَدُّدي ... ودِقَّةٍ في عَظْمِ ساقي ويَدِي،

  أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ

  وروي عن عمر، ¥: أَنه كان يأْخذ مع كل فريضةٍ عِقالاً ورِواءً؛ الرِّواء، ممدود، وهو حبل؛ فإِذا جاءت إِلى المدينة باعَها ثم تَصدَّق بتلك العُقُل والأَرْوِيِة.

  قال أَبو عبيد: الرِّواء الحَبْلُ الذي يُقْرَن به البعيرانِ.

  قال أَبو منصور: الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوى به على البعير أَي يُشدّ به المتاع عليه، وأَما الحَبْلُ الذي يُقْرَنُ به البعِيرانِ فهو القَرَنُ والقِرانُ.

  ابن الأَعرابي: الرَّوِيُّ الساقي، والرَّوِيُّ الضَّعيفُ، والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ.

  وروى الحديثَ والشِّعْرَ يرْويه رِواية وتَرَوَّاه، وفي حديث عائشة، ^، أَنها قالت: تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن المُضَرِّبِ فإِنه يُعِينُ على البِرِّ، وقد رَوَّاني إِياه، ورجل راوٍ؛ وقال الفرزدق:

  أَما كان، في مَعْدانَ والفيلِ، شاغِلٌ ... لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا؟

  وراوِيةٌ كذلك إِذا كثرت روايتُه، والهاء للمبالغة في صفته بالرِّواية.

  ويقال: روَّى فلان فلاناً شعراً إِذا رواه له حتى حَفِظه للرِّواية عنه.

  قال الجوهري: رَوَيْتُ الحديث والشِّعر رِواية فأَنا راوٍ، في الماء والشِّعر، من قوم رُواة.

  ورَوَّيْتُه الشِّعر تَرْويةً أَي حملته على رِوايتِه، وأَرْوَيْتُه أَيضاً.

  وتقول: أَنشد القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها إِلا أَن تأْمره بروايتها أَي باستظهارها.

  ورجل له رُواء، بالضم، أَي منظرٌ.

  وفي حديث قيلة: إِذا رأَيتُ رجلاً ذا رُواء طمح بصري إِليه؛ الرُّواء، بالضم والمد: المنظرُ الحسن.

  قال ابن الأَثير: ذكره أَبو موسى في الراء والواو، وقال: هو من الرِّيِّ والارْتِواء، قال: وقد يكون من المَرأَى والمنظر فيكون في الراء والهمزة.

  والرَّويُّ: حرف القافية؛ قال الشاعر:

  لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ ... بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّويِّ،

  مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِّ

  ويقال: قصيدتان على رَويّ واحد؛ قال الأَخفش: