لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 179 - الجزء 2

  أَبو عمرو: الكَبيثُ اللحم قد غَمِرَ.

  وقد كَبَثْتُه، فهو مَكْبُوثٌ، وكَبيثٌ؛ وأَنشد:

  أَصْبَح عَمَّارٌ نَشيطاً أَبِثا ... يَأْكُلُ لَحْماً بائِثاً، قد كَبِثا

  وكَبَثٌ: موضع، زَعَمُوا.

  كثث: كَثَّ الشيءُ⁣(⁣١) كَثاثةً: أَي كَثُفَ.

  وكَثَّتِ اللحيةُ تَكَثُّ كَثَثاً، وكَثاثَةً، وكُثُوثةً، ولحية كَثَّة وكَثَّاء: كَثُرت أُصولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعُدَتْ، فلم تَنْبَسِطْ، والجمع: كِثاثٌ.

  وفي صفته، : أَنه كان كَثَّ اللحية؛ أَراد كَثرةَ أُصولها وشعرها، وأَنها ليست بدقيقة، ولا طويلة، وفيها كَثافة.

  واسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَيْد العَدَويُّ الكَثَّ في النخل، فقال:

  شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار، لا القُرَّ تَتَّقِي ... ولا الذِّئْبَ تَخْشَى، وهي بالبَلَدِ المَقْصِي

  عَنى بالأَوْبار ليفَها، وإِنما حمله على ذلك، أَنه شبهها بالإِبل.

  ورجلٌ كَثٌّ، والجمع: كِثاثٌ.

  وأَكَثَّ كَكَثَّ.

  وقد تكون الكَثاثةُ في غير اللحية من منابت الشعر، إِلا أَن أَكثر استعمالهم إِياه في اللحية.

  وامرأَة كَثَّاءٌ وكَثَّةٌ إِذا كان شَعَرُها كَثّاً.

  وقال ابن دريد: لحية كَثَّة كثيرةُ النَّباتِ، قال: وكذلك الجُمَّة، والجمع: كِثاثٌ؛ وأَنشد عن عبد الرحمن عن عمه:

  بحَيْثُ ناصَى اللِّمَم الكِثاثا ... مَوْرُ الكَثيبِ، فَجرى وحاثَا

  يعني باللِّمم الكِثاثِ: النباتَ.

  وأَراد بحَاثَ: حَثَا، فَقَلَبَ.

  وقومٌ كُثٌّ، بالضم: مثل قولك رجل صُدُقُ اللقاء، وقوم صُدُقٌ.

  الليث: الكَثُّ والأَكَثُّ: نَعْتُ كَثِيثِ اللِّحْية، ومصدَرُه: الكُثُوثَةُ.

  أَبو خيرة: رجلٌ أَكثُّ، ولحيةٌ كَثَّاءُ بَيِّنَة الكَثَثِ، والفعل: كَثَّ يَكَثُّ كُثوثة.

  والكَثْكَثُ، والكِثْكِثُ، مثلُ الأَثلَبِ والإِثلِبِ: دُقاقُ التراب، وفُتاتُ الحجارة؛ وقيل: التُّرابُ مع الحجر؛ وقيل: التُّراب عامَّة.

  والكَثْكَثُ: الحجارة.

  وقالوا: بفيه الكَثْكَثُ والكِثكِثُ، كقولك: بفيه الترابُ والحجَرُ.

  وحكى اللحياني: الكَثْكَثَ له والكِثْكِثَ، قال: فنصب، كأَنه دعاء، يعني أَنهم نصبوه نَصْبَ المصادر المَدْعُوِّ بها، شبَّهوه بالمصدر، وإِن كان اسماً.

  أَبو خَيرة: من أَسماء التراب الكَثْكَثُ، وهو التراب نفسُه، والواحدة بالهاء.

  ويقال: الكَثَاكِثُ.

  الليث: الحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة؛ قال رؤبة:

  مَلأْتُ أَفْواه الكِلابِ اللُّهَّثِ ... من جَنْدَلِ القُفِّ، وتُرْبِ الكِثْكِثِ

  وفي الحديث: أَنه مَرَّ بعبد الله بن أُبَيٍّ، فقال: يَذْهَبُ محمدٌ إِلى مَن أَخْرَجَه من بلاده، فأَما مَن لم يُخْرِجْه، وكان قُدُ ومُه كَثَّ مُنْخُرِه، فلا يغشاه.

  قال ابن الأَثير: أَي كان قُد ومُه على رَغْمِ أَنفه، يعني نفسَه، وكأَنَّ أَصله من الكِثْكِثِ التراب.

  وفي حديث حُنين: قال أَبو سفيان عند الجَوْلة التي كانت من المسلمين: غَلَبَتْ والله هوازنُ، فقال له صَفْوانُ بن أُميَّة: بفيك الكِثْكِثُ، هو


(١) قوله [كث الشيء الخ] من باب ضرب كما ضبط في المحكم ومن باب تعب لغة صرح بهما في المصباح. ومقتضى القاموس أَنه بضم عين المضارع، وسكت عليه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غيره.