[حوار حول إمام الفقيه العباسي وبعض صفاته]
  بمن بعث إليهم من فقهاء السوء، وحثالة العلماء، وعبيد الدنيا، من يُتَوِّبُهم بزعمه، فأظهروا التوبة مكيدة في الدين وإلحاداً فيه، لتسكن فورة الإسلام عنهم حتى يستقيلوا عثرتهم، وترجع إليهم قوتهم، وهؤلاء أنصاره من الحشيشية(١) مبثوثة لاغتيال من بقي من الذرية الزكية، ولن يصل إلى مراده إن شاء الله تعالى.
  وأما صحة اعتقاده فإن كان يقول بالجبر والقدر والإرجاء فقد خالف آباءه، وهم وإن عادونا فقد كانوا يدينون بالعدل والتوحيد وتقديم أمير المؤمنين # بعد النبي ÷ على الجميع، وآثارهم بذلك شاهدة، ومحاربتهم لنا على الملك وإن كان لا خلاف في الدين، فمذهبه(٢) باطل بما أبطلنا به الجبر والقدر والإرجاء، وما ذهبت إليه المعتزلة والمجبرة من دعوى خلافة المشائخ الثلاثة قبل علي # فمن نظر فيما استدللنا به على الوجه الصحيح حصل له العلم بما قلنا.
  وأما جعل الفقيه كون العباسي من أهل البيت بمجرد دلالة الإمامة فهو قول خارج عن سبيل المؤمنين؛ لأن أهل العقد والاختيار اعتبروا الخصال، وأهل الدعوة شرطوا ذلك، وأهل النص زادوا عليه على ما يعرف أهل العلم.
  وإن طلب تحقيق استحقاق العباسي للإمامة وجمعه خصالها باهَتَ وقال ما لا يدعيه أحد من أوليائهم ولا أعدائهم؛ إذ اهتمام القوم بغير أمور الدين من اللهو وأسبابه، وجل علمهم في الغناء وأضرابه، والعود ومضرابه، والمسكر ومزاجه، والقدح وزجاجه، والشطرنج وأبنوسه وعاجه، والأوتار وأحكامها، والنقر وأنواعه، والرقص وفنونه، والثقف وشجونه.
(١) قوم من الملاحدة الباطنية كانوا يرسلونهم للاغتيال. أفاده القاموس.
(٢) تفريع على جواب إن الشرطية في قوله: «فإن كان يقول بالجبر» بعد أول رد الإمام بلا فصل. تمت من الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.