[الحوار حول محبة أهل البيت (ع)]
[الحوار حول محبة أهل البيت (ع)]
  قوله [أي الفقيه]: «وأما قوله [أي القرشي] ÷: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه لما هو أهله، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي»(١) فالأمر كما يقول غير أن الله جعل علامة محبته متابعة النبي ÷، وأمر النبي ÷ أن يمتحن من ادعى محبته بذلك، فقال ø: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]، ولم تتبعه في المعتقدات أنت ولا أحد من فرقتك، فهذا يدل على أنك لست تحب الله، وعلامة محبة الرسول ÷ أيضاً اتباع سنته، وقد بينا أنك غير تابع لسنته.
  وقوله: «وأحبوا أهل بيتي» ولا تجب محبة أحد منهم مخالف للرسول ÷ كما بينا».
  الكلام على ذلك: أنه حقق في صدر كلامه أن المحبة لا تكون إلا بالطاعة، والاتفاق في المقالة، وذلك إجماع من الفقيه مع خصمه بأن الإتباع والمخالفة فعل العبد دون الله تعالى إن ذُمَّ على أحد الفعلين، وحمد على الآخر، وهو لا يحمد ولا يذم على فعل الله تعالى، وليس قوله بأن الإتباع والمخالفة فعل العبد دون الله تعالى؛ لأنه ذُمَّ على أحد الفعلين تعالى وحمد على الآخر، وهو لا يحمد ولا يذم على فعل الله تعالى، وليس قولك: لم يتبع النبي في المعتقد بأولى من قوله فيك كذلك.
  وقولك: «قد بينا لك أنك لم تتبعه» فيمكنه أيضاً مثل ذلك؛ فأي القولين يكون أولى بالإتباع؟ فلو قلت: لم تتبعه في كذا، وفي قوله كذا وكذا لأمكن في ذلك الجواب.
(١) قال ¦ في التعليق: أخرجه أبو داود عن ابن عباس، والترمذي والبيهقي في (شعب الإيمان)، والحاكم في (المستدرك) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، تمت بدون: لما هو أهله.
وأخرجه ابن المغازلي عن ابن عباس من طريقين، وأخرجه الطبراني، ومحمد بن سليمان الكوفي عن ابن عباس. تمت.