كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام علي # في الناكثين، ونزول: {وإن نكثوا أيمانهم} فيهم]

صفحة 395 - الجزء 3

  بعد مقام، هذه خطبته قبل توجهه إلى البصرة للحاق طلحة والزبير بيوم، وسار في ثانيه: حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي ÷ ثم قال: (أما بعد إنه لما قبض رسول الله ÷ قلنا: نحن أهله وعصبته وذريته وأحق خلق الله به، لا ننازع سلطانه ولا حقه، وإنا لكذلك، إذ انبرى لنا قوم نزعوا سلطان نبينا منا، وولوه غيرنا، وايم الله: لولا مخافة فرقة المسلمين، وأن يعود الكفر الثاني ويبور الدين لغيرنا ما استطعنا⁣(⁣١)، وقد ولي ذلك ولاة لم يألوا الناس خيراً، جزاهم الله بأحسن ما عملوا.


(١) قال ¦ في التعليق: المروي عن عبدالله بن جنادة في خطبة علي # رواها الحسن بن محمد المدائني بلفظ: (وايم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعود الكفر، ويبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه، وقد ولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيراً، ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي فبايعتموني، على شَينٍ مني لأمركم، وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم، وبايعني هذان الرجلان ... إلخ الخطبة). انتهى من (شرح النهج) لابن أبي الحديد.

وفيها: (لَمّا قبض رسول الله ÷ قلنا: نحن أهله، وورثته، وعترته، وأولياؤه، دون الناس ... إلخ).

[كلام علي # في الناكثين، ونزول: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} فيهم]

وروى الحاكم أبو القاسم بإسناده إلى أبي عثمان النهدي قال: (رأيت علياً، فتلا هذه الآية: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ} ... إلخ [التوبة: ١٢]، فقال: والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلا اليوم). وروى بإسناده عن مؤذن بن أقصى قال: (صحبت علياً سَنَة فما سمعت منه براءة ولا ولاية إلا أني سمعته يقول: من يعذرني من فلان وفلان [يعني طلحة والزبير] إنهما بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} ... الآية، وروى بإسناده عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة يقول: والله ما قوتل أهل هذه الآية: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ} ... الآية.

[موت رسول الله ÷ ساخطاً على طلحة لكلامه في نساء النبي ÷]

قال عمر [وطلحة هذا هو من أهل الشورى الذين قال فيهم عمر نفسه: إن رسول الله مات وهو عنهم راض، ولكن كما يقال: لكل مقام مقال!] لطلحة: (لقد مات رسول الله ÷ ساخطاً عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب).

قال الجاحظ: الكلمة: أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب قال بمحضر ممَّن نقل عنه إلى رسول الله ÷: (ما الذي يغنيه حجابهن اليوم ويموت غداً فننكحهن!). وتأتي الروايات في هذا المعنى في حاشية الجزء الرابع. وروى ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في آية: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ =