كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الثالثة: الصديق الأكبر]

صفحة 630 - الجزء 4

  خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل فقال له النبي ÷: «هل أعطاك أحد شيئاً؟» فقال: خاتم؛ فقال النبي ÷: «من أعطاكه؟» قال: ذلك القائم - وأومى بيده إلى علي بن أبي طالب # فقال له النبي ÷: «على أي حال أعطاك؟» قال: أعطاني وهو راكع؛ فكبر النبي ÷ ثم قرأ: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة]، فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك:

  أَبَا حَسَنٍ تَفْدِيْكَ نَفْسِيْ وَمُهْجَتِي ... وَكُلُّ بَطِيٍ فِي الْهُدَى وَمُسَارِعِ

  أَيَذْهَبُ مَدْحِي وَالْمُحَبَّرُ ضَائِعاً ... وَمَا الْمَدْحُ فِي جَنْبِ الإِلَهِ بِضَائِعِ

  فَأَنْتَ الَّذِيْ أَعْطِيْتَ إِذْ كُنْتَ رَاكِعاً ... فَدَتْكَ نُفُوْسِ الْنَّاسِ يَا خَيْرَ رَاكِعِ

  وَأَنْزَلَ فِيْكَ اللهُ خَيْرَ وِلايَةٍ ... وَبَيَّنَهَا فِي مُحْكَمَاتِ الشَّرَائِعِ

  وقال غيره:

  أَوْفَى الصَّلاَة مَعَ الزَّكَاة فَقَامَهَا ... واللهُ يَرْحَمُ عَبْدَه الصَّبَارَا

  مَنْ ذَا بِخَاتَمِهِ تَصَدَّقَ رَاكِعاً ... وأَسَرَّهُ في نَفْسِه إسْرَارَا

  مَنْ كَانَ بَاتَ على فِرَاشِ مُحَمَّدٍ ... ومُحمدٌ أسْرَى يَؤُمُّ الْغَارَا

  مَنْ كَانَ جبريل يَقُومُ يَمِيْنَهُ ... فيها ومِيْكَالُ يَقُومُ يَسَارَا

  مَنْ كَانَ في القرآن سُمي مؤمنا ... في تِسْعِ آياتٍ نَزَلْنَ كِبَارَا

[الثالثة: الصديق الأكبر]

  ومن أمالي السيد المرشد بالله وقد تقدم السند منا إليه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الواعظ بن العلاف بقراءتي عليه في الرصافة ببغداد، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال: فيما كتب إلينا عبدالله بن غنام الكوفي يذكر أن الحسن بن عبدالرحمن بن أبي ليلى المكفوف