كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الصباحية]

صفحة 374 - الجزء 1

  خطب في العيدين، ويوجبون قطع السارق من المنكب، ويأمرون الحائض بالصوم والصلاة، ويحرمون أخذ الجزية من المجوس، ويحرمون الرجم، وأكل السمك إلا أن يذبح، وهم في الحقيقة خارجون عن الملة.

[ذكر الصباحية]

  ومن الفرق الشاذة الصباحية: نسبوا إلى رجل يقال له: أبو الصباح السمرقندي، قالوا: الخلق لم يزل مع الله، وأنه لم يزل يراهم، وقالوا: الله لم يزل فارغاً طرفة عين، وإنه لم يزل كان معه وليه، ورأس عدوه إبليس، ولم يزل شيطاناً، وحرم ذبائح أهل الكتاب ونكاح نسائهم، وزعم أن سبي أبي بكر لأهل الردة كان خطأً وفتنة وقع فيها أبو بكر، وأن المسلمين أجمعوا مع أبي بكر على الضلالة، وزعم أن عثمان قُتل مظلوماً، وأن القتل لا يحل إلا بثلاث: الزنا وقتل النفس والردة، وعاب على علي وعمار قتالهما مَنْ قاتلا، ويرى اتِّبَاع من غلب، ويدعي الإمامة.

  وقد بقي من فرق الأمة: الخوارج والمعتزلة، ولهم شيوخ وأئمة ومقالات يطول شرحها.

[ذكر المعتزلة]

  والمعتزلة لهم تصانيف في ذكر سلفهم وشيوخهم، ولهم كتاب الطبقات جعلوها عشر طبقات، وذكروا سند مذهبهم إلى علي # وإلى أكابر الصحابة ¤، وهم يدينون بالعدل والتوحيد والوعد والوعيد، ولهم علوم واسعة، وتصانيف جمة، وخلافهم لنا قليل، إنما يخالفون في الإمامة، يقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وينكرون أن يكون النص على علي # يوجب الإمامة له بعد رسول الله ÷ بلا فصل، ويتأوّلون الأخبار والنصوص، ويجادلون غاية الجدال في هذا الباب، ولم نذكر مقالتهم لخروجها عما نحن بصدده؛ لأنا نرد على القدرية الجبرية وهم من مقالتهم براء، وإلا فقد ذكرهم قاضي القضاة في كتاب طبقات