[ذكر ما جاء من الآثار في موضع فخ]
  الفرق بين الرجلين والفريقين.
  ولما جيء بالرؤوس إلى موسى والعباس بن محمد، التفت إلى موسى وكان قد حضر فسأله من بين الناس، فقال: أهذا رأس الحسين؟
  فقال: نعم والله، إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله مسلماً صالحاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله؛ فما أجابوه بشيء.
  ومذهب القوم في أنفسهم نقيض مذهب العامة فيهم، قولهم: إنهم حاربوا على الملك وأن أهل البيت المطهرين من الرجس ولاة الأمر دونهم، والعوام تدعوهم الصوّام القوّام ولعله في تلك الحال لا يقدر على القيام من السكرة!
  روى أبو العرجاء الحمال، قال: لما صرنا إلى بستان بن عامر نزل عيسى، فقال: اذهب إلى عسكر الحسين حتى تراه وتخبرني بكل ما رأيت، قال: فمضيتُ فدرتُ فما رأيتُ خللاً ولا فُلاًّ، ولا رأيت إلا مصلياً أو مبتهلاً أو ناظراً في مصحف أو متقلداً سيفاً. قال: فجئته وقلت: ما أظن القوم إلا منصورين، فقال: فكيف يا ابن الفاعلة، فأخبرته، فضرب يداً على يد، فبكى حتى ظننتُ أنه ينصرف، ثم قال: هم والله أكرم خلق الله على الله، وأحق بما في أيدينا منا(١)، ولكن الملك عقيم، ولو أن صاحب هذا القبر - يعني النبي ÷ - نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف، يا غلام اضرب طبلك، ثم سار إليهم فكان القتال.
  وكان فيمن أسروا الغذافر الصيرفي، وعلي بن سائق القلانسي، ورجل من ولد حاجب بن زرارة.
[ذكر ما جاء من الآثار في موضع فخّ]
  ثم نرجع إلى موضع فخ وما جاء فيه من الآثار: من ذلك ما رواه أبو الفرج الأصفهاني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبدالله
(١) قال ¦ في التعليق: وقال علي # عند ذكر الحسين بن علي، وقتلى فخ: (هم خير أهل الأرض) قاله ابن أبي الحديد.