كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول إمام الفقيه العباسي وبعض صفاته]

صفحة 269 - الجزء 2

  فعل الله كان حقاً ووجب عليه الرضا به.

[حوار حول إمام الفقيه العباسي وبعض صفاته]

  وأما قوله: «لكن هذا الوعيد لازم لك لبغضك هذا الإمام العباسي، ولا خلاف أنه من أهل البيت للحديث المتفق عليه مع كونه صحيح الاعتقاد».

  فالجواب: أن العباسي لا يبغض لنسبه إذ هو من النصاب الشريف لقرابة النبي ÷، وإن كانت قرابة النبي ÷ إلى علي بن أبي طالب وإلى عصبته من ولد الحسن والحسين $ دونه خاصة؛ لأن عبدالله وأبا طالب صنوان لأب وأم دون ولد عبد المطلب، واختص أبو طالب بالإيمان كما قال:

  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمد

  فالقرابة ثابتة لنا دونه ودون أهل بيته، فلم يأخذ العباس ¥ من تراث رسول الله ÷ شعرة واحدة، ولا هم من الذين شهد الله لهم بالطهارة من الرجس، وفيه كونهم عترته أهل بيته؛ فكان ذلك أكبر دليل على أنهم أئمة الإسلام دون بني العباس وغيرهم من الناس، وما يعقلها إلا العالمون.

  وإنما كراهته لأفعاله التي خالف فيها منهاج الدين، وباين طريق المهتدين، من سفك الدم الحرام، وشرب المدام، وركوبه الآثام، وجوره في الأحكام، ولو لم يكن من وزره الذي يخرجه من دائرة الإسلام إلا موالاته للملحدة، وجعله لهم فئة له في الشدائد، وإثباته لهم دون الدعوة في بحبوحة داره ومحل أنصاره، ظاهراً بحيث لا يمكن إنكاره، فدع حديث أبيه وقصة الحمام، وتقويته لدين الملاحدة على دين الإسلام؛ لأن الملاحدة لما مات طاغيتهم وأحاطت بهم جيوش المسلمين، ولم يبق إلا قلع جرثومتهم تدارك ذماهم⁣(⁣١)، ورد نسيسهم⁣(⁣٢)


(١) الذما: الحركة وبقية النفس، أو قوة القلب، ذمي كرضي، وذمى كرمى. أفاده القاموس.

(٢) أي بقية الروح. أفاده القاموس.