كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر حديث: «إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد»، واعتراض الفقيه، وأوجه خطأه]

صفحة 592 - الجزء 3

[الفقيه يزكِّي نفسه مع نقده لذلك]

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «فنحن المرادون بهذه الفضيلة وغيرها من الفضائل لا سوانا».

  فالجواب: أن الفقيه منع من أن يروي أمير المؤمنين خبراً يدل على فضله # وهو الوصي المعصوم من الكبائر، ويروي عن خير البشر ÷ فقال الفقيه: إن ذلك يكون منه تزكية لنفسه وثناء عليها.

  ثم رأى هذا الفقيه لسعة علمه أنه أولى بذلك، فحكى لنفسه ما هو تزكية لها وثناء عليها وعلى أهل مذهبه من المجبرة القدرية بقوله: فنحن المرادون بهذه الفضيلة وغيرها من الفضائل لا سوانا، فأولئك آل الله، وعترة الرسول الأواه، حلفاء القرآن، وأحلاس⁣(⁣١) الطعان، وحماة سرح الإيمان، الذين جعل رسول الله ÷ بغضهم دلالة خبث الموالد، وكدر الموارد، اتصل بقوله.

[ذكر حديث: «إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد»، واعتراض الفقيه، وأوجه خطأه]

  ثم قال: «قال القدري: وأما حكايته لما رواه الإمام # من قوله ÷: «إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد» قال: فتأمل هذا الخبر ففيه الإخلاص بوده، فذكر في اعتراضه [أي فقيه الخارقة]، أن يجعله نبياً لأن الواحد لا ثاني له.

  قال [أي فقيه الخارقة]: واجعله إلهاً كما قالت الرافضة في السابق والتالي، فقولك هذا صفوة مذهبهم، وحاصل معتقدهم.

  فالكلام⁣(⁣٢) عليه: أن كلامه هذا متدافع؛ لأن غرض الإمام # بيان فضل أمير المؤمنين على الصحابة كما أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص]، من أفضل القرآن، ولهذا قال⁣(⁣٣): «في هذه الأمة» وفي ذكر الإخلاص أنه لم يشاركه غيره


(١) يقال: هو من أحلاس البلاد لا يفارقها وهو من أحلاس الخيل: ملازم لظهورها أو رياضتها، والمراد هنا: ملازمتهم للطعان.

(٢) هذا الكلام للشيخ محيي الدين ¥.

(٣) أي النبي ÷.