كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أمر النبي ÷ عليا بالسكوت إن لم يجد أعوانا]

صفحة 417 - الجزء 4


= اللَّه، وأما الإبطاء عنهم والكراهية لأمرهم، فلست أعتذر إلى الناس من ذلك، ثم ساق في الاحتجاج إلى أن قال: وقد أتاني أبوك حين وَلَّى الناس أبا بكر، فقال: أنت أحق بمقام محمد ÷، وأولى الناس بهذا الأمر، وأنا زعيم لك بذلك على من خالف اُبسط يدك أبايعك، فلم أفعل وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده، حتى كنتُ أنا الذي أبيتُ؛ لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإسلام. فأبوك كان أعرف بحقي منك، فإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرف تصب رشدك، وإلا فسيغني اللَّه عنك والسلام). وقد مرت رواية الإمام للكتاب، والجواب في الجزء الأول.

ورواية نصر ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج، وليس في ذلك زيادة: (إنا وجدنا ابا بكر ... إلخ)، ولعل غافلاً يقول الزيادة مقبولة ولم يعرف أن ذلك كزيادة صلاة سادسة بل وإسقاط إحدى الخمس، تمت.

وقال علي # في جواب كتاب لمعاوية يشبه كتابه الأول: (وزعمت أني كنت أقاد كما يقاد الجمل ... الخ حتى أبايع، ولعمر اللَّه لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً، مالم يكن شاكاً في دينه، ولا مرتاباً بيقينه ... الخ).

تمت من نهج البلاغة.

وقد ذكر الكتابين، والجوابين النقيب أبو جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي شيخ ابن أبي الحديد رحمهما اللَّه، قال النقيب |: وسبب هذين الكتابين أن معاوية كان يتسقَّط علياً [أي يطلب سقطاته]، ويطلب غرته، ويكيده بتفريط الشيخين، عسى أن يذكرهما بعيب، وأنهما غصباه حقه، فينفث بما في صدره من حالهما فيجعل ذلك حجة له عند أهل الشام، ويضيفه إلى ما قرره في نفوسهم من ذنوبه بأنه قتل عثمان، ومالى عليه، وقتل طلحة والزبير، وأسر عائشة، وقتل أهل البصرة، وبقي خصلة وهو أنه يتبرأ من أبي بكر وعمر، وينسبهما إلى الظلم، ومخالفة الرسول ÷ في أمر الخلافة، فكانت هذه الطامة ليست مقتصرة على فساد أهل الشام، بل وأهل العراق الذين هم جنده وأنصاره؛ لأنهم كانوا يعتقدون إمامة الشيخين إلا الخواص من الشيعة، وهم قليل. انتهى باختصار من شرح نهج البلاغة.

[أمر النبي ÷ علياً بالسكوت إن لم يجد أعواناً]

وقد روي عن علي # أنه قال قال لي رسول اللَّه ÷: «إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك، وإلا فألصق بكلكلك الأرض» فلما تفرقوا عني جررت على المكروه ذيلي، وأغضيت على القذى جفني، وألصقت بالأرض كلكلي.

ولامته فاطمة & على قعوده، وأطالت تعنيفه، وهو ساكت حتى أذن المؤذن فلما بلغ إلى قوله: أشهد أن محمداً رسول اللَّه، قال لها: أتحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت: لا، قال: فهو ما أقول لك، تمت.

وقد مرّ حديث الأشعث بن قيس، وقوله لعلي: ما زلت تقول إنك مظلومٌ منذ قبض اللَّه نبيه ÷، فهلا مضيت قدماً بسيفك فما منعك؟ قال: (يا أشعث، منعني ما منع هارون ... إلى قوله #: أن =