[ذكر السبب في خروج الإمام محمد بن إبراهيم (ع)]
  وبايعه أبو السرايا، وبايعه يحيى بن آدم، وكان محمد يشرط عليه وهو يقول: ما استطعت ما استطعت، فقال له محمد #: هذا قد استثناه لك القرآن، قال الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦]، وأبو بكر وعمر ابنا شيبة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبدالله بن علقمة، وأشباههم من العلماء.
[ذكر السبب في خروج الإمام محمد بن إبراهيم (ع)]
  ذكر السبب في خروج محمد بن إبراهيم #: ذكر أن نصر بن شبيب كان قدم حاجاً، وكان متشيعاً حسن المذهب، فسأل عن فضلاء أهل البيت $ ومن يصلح منهم للإمامة فَدُلّ على علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن $.
  فأما علي بن عبيد الله فكان مشغولاً بالعبادة لا يصل إليه أحد، ولا يأذن لأحد، وأما عبدالله بن موسى فكان خائفاً مطلوباً لا يلقاه أحد، وأما محمد بن إبراهيم فإنه كان يقارب الناس ويكلمهم على بعض الإحتراز.
  فلم يزل نصر بن شبيب يتوصل حتى دُلّ على خادم له، فقال: أريد أن توصلني إلى مولاك، فرأى ذلك يشق عليه، قال: فتوصل رقعتي هذه، قال: أما هذا فنعم؛ فأخذها فأتى بها محمداً # وكان يعرف نصر بن شبيب بصحة المذهب؛ فأذن له، فكلمه بكلام كثير في معنى القيام، وقال فيه: إلى متى توطؤن بالعنف، وتعطل الأحكام، وتهتضم شيعتكم، وتقهرون على حقكم، وتغصبون تراثكم؟! ووعده النصر وأكثر القول في هذا المعنى إلى أن أجابه محمد # فوعده الجزيرة.
  فلما انصرف الحاج خرج محمد # في جماعة من أهل بيته وشيعته يؤم الجزيرة، فلما قدمها جمع نصر بن شبيب أصحابه وعرض عليهم مراده فأجابه بعضٌ وكره بعضٌ فكثر القول، حتى تواثبوا وتضاربوا بالنعال والعصي، ثم قال