[ذكر أيام هارون المسمى بالرشيد ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  فأصبح الناس لا يدرون ما الخبر حتى جاءهم قتل الحسين #.
  وقال موسى بن داود السلمي يرثيهم:
  يا عين بكي بدمع منك منهتن ... فقد رأيت الذي لاقى بنو حسنِ(١)
  صرعى بفخٍّ تجرّ الريح فوقهم ... أذيالها وغوادي الدلّح المزنِ(٢)
  حتى عفت أعظم لو كان شاهدها ... محمد ذبّ عنها ثم لم تهنِ
  ماذا يقولون والماضون قبلهمو ... على العداوة والبغضاء والإحنِ
  ماذا نقول إذا قال الرسول لنا ... ماذا صنعتم بهم في سالف الزمنِ
  لا الناس من مضر حاموا ولا غضبوا ... ولا ربيعة والأحياء من يمنِ
  يا ويحهم كيف لم يرعوا لهم حرماً ... وقد رعى الفيل حقّ البيت ذي الركن
[ذكر أيام هارون المسمى بالرشيد ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ثم قام بعده أخوه هارون المسمى بالرشيد(٣)، وهو من الغاوين عند الله وعند الصالحين، يكنى أبامحمد، وقيل: أبا جعفر، وأمه الخيزران.
  بويع له يوم مات أخوه، وفيها ولد المأمون، وكان ينزل دار الخلد ببغداد، وتوفى ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وفي خلافته مات مالك بن أنس.
  ولما قبض على البرامكة ساء تدبيره، وهو وإن حذا على مثال من قبله في
(١) هتّان، الهتن المنصب أو الضعيف الدائم أو مطر ساعة ثم يفتر ثم يعود. انتهى أفاده القاموس.
(٢) وغوادي: الغوادي جمع غادية تنشأ غدوة بالضم وهي البكرة أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس كالغداة والغدية. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #، والدلّح كركّع جمع دالح: أي كثير الماء. أفاده القاموس.
(٣) قال ¦ في التعليق: روى الإمام أبو طالب #: (أن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب دخل على هارون الرشيد، فلما قام ليخرج عثر على البساط، فضحك هارون، وضحك العباسيون، فالتفت موسى إلى هارون وقال: إنه ضعف صوم لا ضعف سكر).