[ذكر معاني لفظة مولى في أصل اللغة ووجه دلالتها على إمامة علي (ع)]
  به والاعتقاد كما نقول في أصول الشرائع لو نازع فيها منازع وقال: طرقوا لي أن المفروض من الصلاة خمس لا غير(١) لقلنا: يغني عما سألتَ ظهوره، ولكنا ذكرنا ما ذكرنا للاستظهار على أعداء الذرية، ورفَضَةِ العترة الزكية، ومنكري الخلافة العلوية، ورادي النصوص النبوية، ومخالفي العترة الرضية.
  ودل ذلك على أن الخبر قد تكرر في مواضع كثيرة أشهرها غدير خم؛ لأن الثعلبي ذكر حديث الحارث فدل ذلك على أنه قد ذكر ذلك في مكة - حرسها الله تعالى - لأن علياً # قَفَل من اليمن في حجة الوداع وأحرم إحراماً مشروطاً بإحرام رسول الله ÷ وأشركه في هديه في حديث طويل، وبريدة تقدمه من الطريق، نحن نروي ذلك أيضاً في حديث طويل، وفي هذا بيان وشفاء لمن لم يغلب الران على قلبه، ولم يُلِبُّ(٢) الطبع بِلُبِّه.
[ذكر معاني لفظة مولى في أصل اللغة ووجه دلالتها على إمامة علي (ع)]
  ونحن الآن نذكر معاني لفظة مولى في أصل اللغة، ووجه دلالتها على إمامته # فنقول: اعلم أن لفظة مولى في اللغة تنقسم على عشرة أوجه:
  أولها: الأَوْلَى، وهو الأصل والعماد الذي ترجع إليه المعاني في سائر الأقسام، ثم اعلم أن أهل اللغة ومصنّفي العربية قد نصوا على أن لفظة مولى تفيد الأولى، وفسروا ذلك في كتبهم من كتاب الله تعالى، ومن أشعار العرب.
  فأما الكتاب العزيز: فإن أبا عبيد بن المثنى(٣) - وهو مقدم في علم العربية
(١) استعمل الإمام لفظة لا غير مقطوعة عن الإضافة، ولم تتقدم عليها ليس، كما في قول الشاعر:
جواباً به تنجو اعتمد فوربنا ... لعن عمل أسلفت لا غير تسأل
(٢) ألبّ أقام كَلَبّ، ومنه: لبيك، أي أنا مقيم على طاعتك، إلباباً بعد إلباب، وإجابة بعد إجابة، أو معناه: اتجاهي وقصدي لك، من: داري تلبّ داره، أي: تواجهها، أو معناه: محبتي لك، مِن: امرأة لبة: محبة لزوجها، أو معناه: إخلاصي لك، من: حَسَب لباب خالص. انتهى من القاموس.
(٣) معمر بن المثنى، قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه. =