كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر حقائق عن: الردة، البشارة بالجنة، استنزال المطر]

صفحة 278 - الجزء 4

  وقتله؟ ويوم حنين وخيبر من فاز بفخرهما؟ ومن المبتدر في بدر للبراز قبل خلق الله أجمعين.

  فهب أيها الصاحب أنك اعتذرت في الشعر أنك لا تحسنه، وقد عذرناك فأنت لا تحسن تتكلم ولا تدري ما تقول:

  قال: إن سابقتهم لم يمازج صفوها كدرُ؛ فليت شعري ما مازج سابقة علي # والمطهرين من آله.

  وأما إقامتهم الدين؛ فلهم نصيب من ذلك لا ينكر، وكان كمال ذلك بتسليم الأمر لأهل بيت محمد ÷ كما أمر به محمد ÷ بقوله: «قدموهم ولا تقدموهم» ... إلى غير ذلك من الآثار الظاهرة الصحيحة، كخبر الغدير، والمنزلة، والطير، والمحبة، والسفينة، والثقلين، وباب حطة، وغير ذلك.

  ولا ننكر منزلتهم من النبي ÷ وهم أصحاب أحباب، ولكن أين الأصحاب من الأهل والأولاد.

[ذكر حقائق عن: الردّة، البشارة بالجنة، استنزال المطر]

  وذكر ردة الناس بعد النبي ÷ وقد بينا ذلك وذكرناه، وأنه العذر في إمساك علي # عن طلب حقه، مخافة لظهور الكفر على الإسلام، ولسنا ننكر ردة سليم وهوازن، وغطفان، وطي، وأسد، وتميم، وحنيفة، وربيعة البحرين، وأزد عمان، ومهرة، وكندة حضرموت ومذحج، هذه القبائل كلها ارتدت إلا القليل المبارك، ولذلك خاف علي # هلاك الدين، وكان يكون من فضائل الصديق تسليم الأمر لعلي # كما أمر الله سبحانه، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٣٦].

  وأما الخبر بأنهم من أهل الجنة، فهو مشروط بالاستقامة، ولسنا نيأس أن يكونوا من أهل الجنة، وما به أحد إلا وله في الجنة نصيب، فإن عصى ورثه الصالحون، وعليه يحمل قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ١٠ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ