كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل عمار]

صفحة 132 - الجزء 4

  رسول الله ÷: «يا علي لعنتك من لعنتي، ولعنتي من لعنة الله»⁣(⁣١) وفي الخبر الثاني: «وإنها لتبلغ البطن السابع» والجميع مسموع لنا، وتكرار السند يطول.

[قتل عمار]

  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قوله: من أن معاوية لما قيل له: قتلت عماراً، قال: إنه قتله من جاء به إلى المحاربة - فلم يباشر قتل عمار، وإنما قتله أصحابه.

  فالجواب [المنصور بالله]: أن معاوية بهذا التعليل يلزمه أن يقول: إن النبي ÷ هو الذي قتل عمه الحمزة ¥ ومن قتله المشركون من المسلمين؛ لأنه الذي أمر بحرب الكفار، وهذا يكون من معاوية كفراً بلا مرية.

  وأما اعتذار الفقيه للّعين معاوية بأنه لم يباشر قتل عمار فهو فئة جنده⁣(⁣٢)، وقد


(١) [أخرجه: الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) في مجموعه (ص ٤٠٤) (ط ٢)].

(*) قال ¥ في التعليق: رواه زيد بن علي # في المجموع وقد مرّ رواية الإمام له عن الباقر بزيادة: «وهي باقية في أعقابنا إلى يوم القيامة» تمت.

(٢) قال ¥ في التعليق: قال علي #: (أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ١٥٧}⁣[الشعراء]) انتهى من نهج البلاغة. وقال # لتميم بن أسامة لما اعترضه وقد قال: (سلوني قبل أن تفقدوني الخ) فقال له على جهة الهزؤ: كم في رأسي طاقة شعر؟ فقال له علي: (لقد أخبرت بقيامك هذا) وقيل لي: إن على كل شعرة من شعر رأسك مَلَكَاً يلعنك، وشيطاناً يستفزك، وآية ذلك أن في بيتك سخلاً يقتل ابن رسول الله ÷ ويحض عليه). وكان الأمر كما أخبر فإن ابنه حصين كان على شرطة ابن زياد ثم أرسله إلى عمر بن سعد يحثه على مناجزة الحسين بن علي فقتل صبيحة الليلة التي أوصل حصين الرسالة فيها فسماه قاتلاً؛ لما كان حاضراً على ذلك ولم يباشر لكن له عناية فتأمل. وكذا قال النبي ÷ في حديث معاذ الذي أخرجه الطبراني عنه: «يزيد لا بارك الله في يزيد»، ثم قال: «واهاً لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف، يقتل خلفي وخلف الخلف ..» الخ، وليس إلا لأن له عناية من الأمر والتجهيز فسمي قاتلاً وإن لم يباشر بيده. وقد جعل الراضي بالفعل فاعلاً قال تعالى في ثمود: {فَعَقَرُوهَا}، والمتولي لعقر الناقة هو قدار بن سالف، لكن رضوا فشاركوا. وقال تعالى في فرعون: {يُذَبِّحُ ابناءَهُمْ}⁣[القصص: ٤]، ومن المعلوم أنه ليس المتولي لذلك بيده، وقد مرّ أبسط من هذا عند ذكر زيد بن علي في الجزء الأول فراجعه، تمت.

وقد مرّ للفقيه في أول الجزء الثالث حيث حاول أن الفعل مرتبط بقدرة الله، وبقدرة العبد، فقال: وهذا كما =