كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أوراد بني أمية في شرب الخمر]

صفحة 475 - الجزء 1

  من يأمره ويشير عليه بترك تلك الهنات.

  وكان معاوية يعطي الجزيل على بيعة يزيد ويتألّف ويصانع، فانتظم له الأمر من الأكثر، ولم يبق إلا الحسين بن علي $ وعبدالله بن العباس، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر كما قدمنا.

  وكان زياد وطّد أمره من دون تصريح، وأمر إلى يزيد من يقرّعه وينهاه، وخاف زياد نفار الأمة على الكبير والصغير لقرب العهد بطهارة الإسلام، ونسي نفسه وأن معاوية ادّعاه بالزنا، ونشر أُخُوَّته على أعيان الملأ، وأخرجه على بناته وهو أجنبي بحكم رب العالمين، وكان من عذله من قريش أو غيرهم قطع نصيبه منه، حتى يكون زياد المستشفع له، ولكن من شدة حزمه أساء الظن بأمة الضلال، وأنها لا تلائم على الضلال، حاشا من يستثنى منهم من أتباع آل الرسول $.

[أوراد بني أمية في شرب الخمر]

  وكان يزيد أول من شرب الخمر ممن ادعى الخلافة، وسمع الغناء والزمر، ولعب بالكعاب والكلاب، وكان لا يمسي إلا سكران ولا يصبح إلا مخموراً، وكان ابن الزبير يذكر ذلك في خطبته ويقول: السكّير الخمير، ولما ندب الناس إلى الخروج إلى ابن الزبير هاب الناس الحرمين الشريفين، فأجزل العطية، فتبادر عبيد الدنيا، فنهض مع مسلم بن عقبة المري - مرة غطفان الذي سُمي بعد ذلك مسرفاً - اثنا عشر ألف مقاتل غير الأتباع، فطاف يزيد يستعرض الجيش فأعجبه، ونظر إلى رجل معه ترس⁣(⁣١) أعوج، فقال: يا هذا ما مجنك من مجن ابن أبي ربيعة في قوله:

  فصار مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث عوانٍ كاعبان ومعصر⁣(⁣٢)


(١) الترس بالضم: معروف، ما يتقى به.

(٢) المجن والمجنة بكسرهما والجنان والجنانة بضمهما: الترس. انتهى من القاموس.

=