كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام حول ابن عباس وولائه لأهل البيت (ع)]

صفحة 153 - الجزء 3

  ذلك إن شاء الله تعالى - فإنه لا يوفق في نظر ولا استدلال، ولا يهتدي إلى ذلك بحال من الأحوال.

[كلام حول ابن عباس وولائه لأهل البيت (ع)]

  ثم قال: «قال القدري: وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: إن ابن عباس ترجمان الدين؛ فذلك⁣(⁣١) لائق به، ولا يمتنع أن يكون مشاركاً لأهل البيت $ في ذلك، وهم أصله وأهله؛ لأن المأثور عنه الفزع إلى علي # في حياته، وإلى ذريته بعد وفاته، وذكر⁣(⁣٢) حكاية عن نجدة الحروري وعبدالله بن الأزرق أنهما أتيا ابن عباس فقال له نجدة: يا ابن عباس ما معرفتك بربك؟ فقال: يا نجدة إن من نصب نفسه للقياس، لم يزل الدهر في التباس، وذكر بعد هذا مسيرهما إلى علي بن الحسين وذكر فضله وعلمه، وليس فيما ذكره حجة على ما أورده.

  فنقول⁣(⁣٣): أما ما ذكره القدري من قولي: إن ابن عباس ترجمان الدين، فلم أقل ذلك، وإنما قلت: ترجمان القرآن، ولعله توهم، أو طغى به القلم.

  وأما ما ذكر من الفزع إلى علي، وذكره فضل علي بن الحسين، فلسنا ننكر فضلهما، ولا نجهل قدرهما، ولا فضل ذريتهما، ممن كان على طريقتهما ومذهبهما، وليس صاحبه⁣(⁣٤) من هذا في شيء، ولم نجد فيما ذكر من الحكاية شيئاً عليه به حجة، إلا قول ابن عباس: من نصب نفسه للقياس، لم يزل الدهر في التباس، وقد بان بما ذكرنا في رسالتنا الدامغة وفي رسالتنا هذه أن هذه طريقة صاحبنا».

  فالجواب: أما إنكاره لقوله في ابن عباس: إنه ترجمان الدين، وإنما هو ترجمان القرآن، وقوله: «لعله توهم أو طغى به القلم» فالجواب: أنا حكيناه


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.

(٢) أي الشيخ محيي الدين ¥.

(٣) القائل فقيه الخارقة.

(٤) أي صاحب محيي الدين وهو الإمام المنصور بالله #.