كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام المتوكل وولده المنتصر وبعض ما كان في أيامهما]

صفحة 676 - الجزء 1

  والعمال أنه قال ذات ليلة: لست أشتهي النبيذ في هذه الليلة ولكن هلموا نتحدث فنهض إلى القبة المنطقة وكانت بيضاء كأنها بيضة إلا قدراً في وسطها ساج منقوش مغشى باللازورد والذهب؛ فسألهم عن السبب الذي بعث جده هارون على البرامكة؛ فأخبروه أن ذلك كان سبب طلب المال، وقصوا له قصصاً لو ذكرناها لطال بها الكتاب.

  ومات الواثق لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

[ذكر أيام المتوكل وولده المنتصر وبعض ما كان في أيامهما]

  وفي ذلك اليوم بويع للمتوكل أخذوه من بين أيدي أولاد الأتراك فلبسوه الطويلة والسواد ودعوه بإمرة المؤمنين، وهذا أغلظ ما يقع عليهم في عقد الخلافة؛ لأنهم لا يعتبرون شروطها المعتبرة في باب الدين، وشايعه على ذلك علماء السوء المفسدون.

  فاستمر أمرهم إلى حين لقب المتوكل، واسمه: جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وكانت أيامه أشد أيام مرت بآل الرسول ÷ من أيام بني العباس، كان شديد الوطأة على العترة الطاهرة، متهيماً⁣(⁣١) بأمرهم شديد الغيظ والحنق عليهم، سيء الظن بهم والتهمة لهم.

  وأعانه على ذلك من وزرائه عبدالله بن يحيى بن خاقان، وكان وزير سوء سيء الرأي في الذرية، يحسن القبيح لمن يقتلهم، فبلغ في أمرهم ما لم يبلغه أحد ممن كان قبله من جبابرة آبائه.


(١) أي كثير الهيام بأذاهم، والهيام بالضم كالجنون من العشق؛ فكأنه عاشق لذلك. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.